ج ١٠، ص : ٢٠٥
أهملها أهلها لما جاء اهوال يوم القيامة أو المراد بالعشار السحايب عطلت عن المطر.
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال أبى بن كعب معناه اجتلت وماجت بعضها فى بعضها وقيل معناه جمعت بعد البعث للقصاص بين الدواب كما مر فى تفسير قوله تعالى يا ليتنى كنت ترابا وروى عكرمة عن ابن عباس حشرها موتها قال حشر كل شى الموت غير الجن والانس.
وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ص قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالتخفيف والباقون بالتشديد قال ابن عباس أوقدت فصارت نارا تضطرم وهو قول أبى وقال الكلبي ملئت يقال المسجور المملو وقال مجاهد ومقاتل يعنى قحم بعضها فى بعض العذب والملح فصارت البحور كلها بحرا واحدا من الحميم لاهل النار وقال الحسن وقتادة يبست وذهب ماءها فلم يبق من الماء قطرة قلت والجمع بين الأقوال انه يجمع البحار كلها وملئت بحرا واحدا وكورت الشمس فيها فحينئذ تحمى البحر وتصير نارا ولم يبق من الماء قطرة بصيرورتها نارا وماء حميما لاهل النار وأخرج ابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا عن أبى بن كعب قال ست آيات قبل يوم القيامة بينما الناس فى أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس فبينما هم كذلك إذا وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت وفزعت الإنس والجن فتقول الجن للانس نحن ناتيكم بالخبر فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تأجج فبينما هم كذلك إذا جاءت بهم ريح فاماتتهم وقال البغوي روى أبو العالية عنه فذكر نحوه غير ان فى رواية فانطلقوا الجن إلى البحر فإذا هى نار تأجج فبينما هم كذلك إذ انصدعت الأرض صدعة واحدة أى الأرض السابعة السفلى إلى السماء العليا فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فاماتتهم وعن ابن عباس أيضا قال هى اثنى عشر خصلة ست فى الدنيا ستة فى الاخرة وهى ما ذكر بعدها.
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ أخرج ابن أبى حاتم عن النعمان بن بشير قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ فى هذه الآية الضرباء كل رجل مع قومه كانوا يعملون عمله وذلك بإذن اللّه ويقول وكنتم أزواجا ثلثة فأصحب الميمنة ما اصحب الميمنة واصحب المشئمة ما اصحب المشئمة والسابقون السابقون وأخرج البيهقي من النعمان بن بشير قال سمعت عمر بن الخطاب يقول وإذا النفوس زوجت قال هما الرجلان يعملان العمل يدخلان به الجنة أو النار وسمعته يقول احشروا الذين ظلموا