ج ١٠، ص : ٢١٦
مالك عند اللّه قال فاين أجد فى كتاب اللّه فقال عند قوله ان الأبرار لفى نعيم وان الفجار لفى حجيم قال سليمان فاين رحمة اللّه قال قريب من المحسنين انتهى.
يَصْلَوْنَها يدخلونها يَوْمَ الدِّينِ يوم الجزاء.
وَما هُمْ الضمير إلى بعض الفجار اعنى الكفار أو المراد بالفجار الكفار عَنْها أى عن الجحيم بِغائِبِينَ ط لخلودهم فيها أو المعنى ما هم كانوا عنها غائبين قبل ذلك أو كانوا يجدون سمومها فى القبور عن عبد اللّه بن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى ان كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وان كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك اللّه إليه يوم القيامة متفق عليه وفى حديث البراء بن عاذب عن رسول اللّه ـ ﷺ ـ ذكر حال الكافر فى القبر يسال عن دينه فيقول هاه هاه لا أدرى فقال فينادى من السماء ان كذب فافرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار ثم عظم ذلك اليوم فقال.
وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ الاستفهام للتعجب والتوبيخ يعنى انه يوم عظيم البلاء شديد غاية الشدة لا تدرى عظمته وشدته حيث لا يدرك كنه امره دراية دار.
ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ط تأكيد للتفخيم.
يَوْمَ لا تَمْلِكُ قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالرفع على انه بدل من اليوم فى ما يوم الدين أو خبر مبتداء محذوف أى هو والباقون بالنصب على انه بدل من اليوم فى يصلونها يوم الدين أو متعلق بمحذوف أى يجزى الفريقان كذلك فى يوم لا تملك نفس أو اذكر يوم لا تملك أو هو مبنى على الفتح لاضافة إلى غير التمكن ومحله الرفع نَفْسٌ أى أحد لِنَفْسٍ يعنى كافرة كذا قال مقاتل شَيْئاً ط من المنفعة - وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ع وحده لا يملك اللّه فى ذلك اليوم أحدا شيئا من الأمر كما ملكهم فى الدنيا واما الاذن فى الشفاعة للمؤمنين فليس بتمليك أو يقال الأمر يومئذ عيانا وفى زعم كل أحد كما كان الأمر كله للّه فى الحقيقة وفى زعم أهل البصيرة واللّه اعلم بالصواب.


الصفحة التالية
Icon