ج ١٠، ص : ٢٢١
عن عبد اللّه بن سلام الجنة فى السماء والنار فى الأرض وأخرج ابن جرير فى تفسيره عن معاذ قال سئل رسول اللّه ـ ﷺ ـ من اين يجاء بجهنم يوم القيامة قال لجاء بها من الأرض السابعة بها الف زمام لكل زمام سبعون الف ملك فإذا كانت من العباد على مسيرة الف سنة زفرت زفرة فلا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل إلا جثا على ركبتيه يقول رب نفسى نفسى.
وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ ط تفخيم وتهويل قال الزجاج ليس ذلك مما كنت تعلمها أنت ولا قومك.
كِتابٌ مَرْقُومٌ ط أى مكتوم فيه أعمالهم ثبت عليهم كالرقم فى الثوب لا ينسى ولا يمحى حتى يجازوا به أو المعنى معلم يعلمه من راه انه عرف لا خير فيه وقيل معناه مختوم بلغة حمير قال البغوي ليس هذا تفسيرا للسجين بل هو بيان الكتاب المذكور ان كتب الفجار وقال البيضاوي هذا تفسير للسجين لقب به الكتاب لأنه سبب للحبس فقال هذا ظرفية السجين الكتاب لكونه كتابا جامعا لكتب الفجار من الثقلين والظاهر ان السجين فيه مقر أرواح الكفار ومقر صحف أعمالهم وفى الكلام حذف مضاف اما أى فى السجين أى ما كتاب سجين أو فى كتاب مرقوم أى محل كتاب مرقوم بالشر.
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ بالحق.
الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ط صفة موضحة أو ذامة أو مخصصة أو بدل من المكذبين وجملة ويل يومئذ إلخ معترضة للذم قلت ويحتمل ان يكون فى محل الرفع من مرقوم بمعنى رقم فيه ويل يومئذ إلخ أو صفة الكتاب أى كتاب موجب للويل والتأويل الأول اظهر من حيث اللفظ وللاخيرين من حيث المعنى لأن كونه كتابا مرقوما ليس من خصائص كتاب الفجار بل قيل مثل ذلك فى كتب الأبرار أيضا يتصور كونه جوابا لقوله ما سجين.
وَما يُكَذِّبُ بِهِ أى بيوم الدين إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ مجاوز عن الحد فى الجهل وتقليد الآباء الجهلة حتى أنكر قدرة اللّه على الاعادة أَثِيمٍ منهمك فى الشهوات اشتغل بها عما ورائها وحمله على الإنكار لما عداها.
إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا يعنى القرآن شرط جزائه قالَ من فرط جهله وغفلته عن كونه معجزا أو من غباوته واعراضه عن الحق تعنتا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ط خبر مبتداء محذوف أى هى والأساطير جمع اسطورا واسطارا أو اسطر بمعنى الأحاديث التي لا نظام بها فى القاموس وفى الصراح أساطير الأولين أى شى كتبوه كذبا والجملة الشرطية