ج ١٠، ص : ٢٧٢
والكلام فى هذه الجملة كما فى قبلها واصل دسا دسس أبدلت حرف التضعيف بحرف العلة كتقضى وتقضض ومعنى التدسس الإخفاء قال اللّه تعالى أم يدسه فى التراب والمراد هاهنا الإهلاك فأنه يستلزم الإخفاء يعنى خابت وخسرت نفس أهلكها اللّه تعالى بالإضلال أو أهلك هو نفسه بكسب الضلالة.
كَذَّبَتْ ثَمُودُ هذه الجملة إلى اخر السورة تأكيد لقوله تعالى قد خاب من دسيها والمفعول ما وقع فيه التكذيب محذوف والباء فى قوله بِطَغْواها للسببية وتقديره كذبت ثمود بطغويها بسبب طغيانها فى الكفر صالحا علم بالتوحيد والنبوة حين قال انى لكم رسول أمين فاتقوا اللّه وأطيعون قالوا انما أنت بشر مثلنا فات باية ان كنت من الصادقين وطلبوا منه اية على صدقه ان يخرج ناقة عشراء من صخرة عينوه فدعا صالحا فخرجت من تلك الصخرة ناقة وولدت فى الحال ولدا مثلها وكانت الناقة تشرب الماء كله فجعل صالحا لها نصيبا من الماء وقال هذه ناقة لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم فارادوا قتل الناقة ليسلم لهم الماء كله ذلك قوله تعالى.
إِذِ انْبَعَثَ أى قام لعقر الناقة بالاسراع حين أمروها كما قال اللّه تعالى فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقروا لانبعاث هو الاسراع بالطاعة للباعث والظرف متعلق بكذبت أَشْقاها أى أشقى ثمود وهو قدار بن سالف كان رجلا أشقر ازرق قصيرا فضلت شقاوته غيره لتولية العقر روى البخاري عن عبد اللّه بن زمعة انه سمع النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يخطب ذكر الناقة والذي عقرها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذ انبعث أشقيها انبعث لها عزيز عازم فى اهله مثل أبى زمعة وعن ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أشقى الناس عاقر ناقة ثمود وابن آدم الذي قتل أخاه ما سفك على الأرض من دم إلا لحقه منه لأنه أول من سن القتل رواه الطبراني والحاكم وأبو نعيم فى الحلية بسند صحيح.
فَقالَ فقال عطف على انبعث لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صالح ناقَةَ اللَّهِ أى ذروا ناقة اللّه واحذروا عقرها للّه والاضافة إلى اللّه لتعظيم الناقة وكمال التحذير وَسُقْياها ط عطف على الناقة أى ذروا سقيها فلا ترددوها علينا ولا تمسوها بسوء أى يعقر فياخذكم عذاب عظيم -.
فَكَذَّبُوهُ أى صالحا فيما أوعدهم من نزول العذاب ان عقروها فَعَقَرُوها أى الناقة عطف على كذبوا أسند الفعل إليهم وان كان العاقر واحدا منهم لامرهم به وقال مقاتل