ج ١٠، ص : ٢٨٨
بنعمة اللّه شكر وهذا اظهر فان النعمة المذكورة مطلق لا وجه للتخصيص والشكر على كل نعمة دينية كانت أو دنيوية واجب فعلى هذا هذه الآية متصل بالجمل الثلث المذكورات وقد ذكر ما فى هذه الآية من اختلاف القراءة فى الامالة والفتح فى اخر سورة الليل - (مسئله) يجب الشكر على كل نعمة والشكر صرف النعمة فى رضاء المنعم فشكر نعمة المال صرفها بالإخلاص فى سبيل الحق وشكر نعمة البدن أداء الواجبات والاجتناب عن المعاصي وشكر نعمة العلم والعرفان التعليم والإرشاد - (مسئله) تحديث النعمة شكر ومن هذا القبيل قوله صلى اللّه عليه وسلم انا سيد ولد آدم ولا فخر ونحو ذلك وقد ذكرنا فى سورة البقرة ومن هذا القبيل ما قال الشيخ محى الدين عبد القادر رضى اللّه عنه وكل ولى له قدم وانى على قدم النبي بدر الكمال وقوله قدمى هذه على رقبة كل ولى اللّه ومنه ما ذكر المجدد رض مما أعطاه اللّه سبحانه مدارج القرب من الولايات الثلاث وكمالات النبوة والرسالة واولى العزم أيضا بالتبعية والوراثة وحقائق الأنبياء كذلك وغير ذلك وكونه مخلوقا فى طينة النبي صلى اللّه عليه وسلم وكونه مجددا وقيوما فمن أنكر على ما هؤلاء الرجال فى مثل هذه المقال فكانه أنكر هذه الآية الكريمة من اللّه ذى الجلال غير انه لا بد للتحديث بمثل هذه الأقوال تنزه القائل عن صفات النفس بالكلية فلا يجوز لكل أحد الاجزاء على مثل هذه الأقوال كيلا يتردى فى ورطة انا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين - (فصل) قال البغوي السنة فى قراءة أهل مكة ان يكبروا من أول السورة والضحى على راس كل سورة حتى يختم القرآن فيقول اللّه اكبر قال البغوي كذلك قرائته على الامام المقري أبى نصر محمد وذكر سلسلة اسناد قراءة أبى كثير وقال ابن كثير انه قرأ على مجاهد وهو على ابن عباس وهو على ابن كعب ثم ذكر سلسلة اخرى لاسناد قراءة أبى اسمعيل بن قسطنطين وشبل بن عباد قال فلما بلغت و
الضحى قال لى كبر حتى تختم مع خاتمة كل سورة فانا قرأنا على ابن كثير فامرنا بذلك وأخبره ابن عباس انه قرأ على أبى بن كعب فامره بذلك وأخبره انه قرأ على النبي ـ ﷺ ـ فامره بذلك وكان سبب التكبير ان الوحى لما احتبس قال المشركون هجره شيطانه وردعه فاغتم النبي ـ ﷺ ـ لذلك فلما نزل والضحى كبر رسول اللّه ـ ﷺ ـ فرحا بنزول الوحى فاخذوه سنة انتهى


الصفحة التالية
Icon