ج ١٠، ص : ٢٩٥
من دعوة الخلق المقصود من النزول الأتم فانصب أى انتصب وارتفع إلى مدارج العروج ومقام الشهود فى الصحاح نصب الشيء وضعه وضعا ثانيا كنصب الزرع والبناء والحجر وفى القاموس نصب كفرج اعنى وهم ناصب أى منصب ونصب الشيء وضعه ورفعه ضد كنصبه فانتصب وتنصب وناقة نصباء مرتفعة الصدر وتنصب الغراب ارتفع فعلى هذا التأويل هذه الآية فى مقام التسلية مرادف بقوله تعالى ان مع العسر يسرا الآية.
وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ع عطف تفسيرى يقوله فانصب يعنى ارغب بالسؤال إلى ربك ولا تسال غيره قال عطاء تضرع إليه راهبا من النار راغبا فى الجنة وقيل فارغب إليه فى جميع أحوالك قال الزجاج اجعل رغبتك إلى اللّه وحده والجار والمجرور متعلق بمحذوف دل عليه ما بعده يعنى فانصب وارغب إلى ربك فارغب قلت تكرار الأمر بالرغبة لأن الرغبة الاولى إلى آلاء اللّه وصفاته والثانية إلى ذاته المجردة الرفيعة عن الشيون والاعتبارات قرأة سورة الم نشرح لك صدرك يؤيد فى مقام النزول كما ان سبح اسم ربك الأعلى يؤيد فى مقام العروج وقد ذكرنا هناك واللّه تعالى أعلم.