ج ١٠، ص : ٣٠٢
أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قال قل بسم اللّه الرحمن الرحيم ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق وهذه الرواية شاذة فى مقابلة الصحاح - (فائده) ومدة فترة الوحى ذكر السهيلي ان الفترة كانت سنتين ونصفا ووقع فى التاريخ الامام أحمد عن الشعبي أنزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين فقرن نبوته اسرافيل ثلث سنين فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه فلما مضت ثلث سنين قرن نبوته جبرئيل فينزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة وقد ذكرنا حزن النبي ـ ﷺ ـ فى ايام الفترة فى سورة والضحى قوله تعالى اقْرَأْ امر بالقراءة والمفعول محذوف أى اقرأ القرآن مفتحا او
متبركا بِاسْمِ رَبِّكَ فهو منصوب على الحال يعنى قل باسم اللّه ثم اقرأ القرآن ويحتمل ان يكون باسم ربك فى محل النصب على المفعولية والباء زائدة يعنى اقرأ اسم ربك ولم يقل اسم اللّه لأن اللّه علم لذات الواجب ولا بسبيل إلى معرفة الذات الا بالتفكر فى الآثار والصفات واظهر الصفات بالنسبة إلينا صفة الخلق والتربية التي تنبه على التحول احوال الممكنات الدال على حدوث العالم الموصل إلى العلم بالمحدث القديم المنزه عن شوايب النقص والزوال واحتمال التحول عن حال إلى حال وفيه اشارة إلى ان الصوفي يلتزم أو لا على ذكر الاسم لكى يهتدى به إلى المسمى لكن الصوفية اختاروا من الأسماء اسم الذات لأن سلوك الطريقة يكون بعد الايمان المجازى بذات الواجب فالاول فى حقه اسم الذات لاستجماعه فى الدلالة على الصفات كلها ولو اجمالا ولكونه اقرب من الذات والمقصود هو الذات وقال الطيبي هذا امر بايجاد القراءة مطلقا وهو لا يختص بمفرد دون مفرد فهو بمنزلة اللام والباء للاستعانة والجملة فى جواب قوله صلى اللّه عليه وسلم ما انا بقاري والمعنى قاريا لا بقوتك ومعرفتك بل باعانة ربك وقوته لفظة اسم على هذا مقحم كما فى قوله تعالى سبح اسم ربك الَّذِي خَلَقَ ج صفة موضحة للرب فان الربوبية يقتضى الخلق والتربية من النقصان إلى الكمال وحذف مفعول خلق للدلالة على التعميم أى خلق كل شىء ومن جملته خلق القدرة على القراءة ونزل خلق منزلة اللازم يعنى الذي له صفة الخلق والتكوين ولا يمكن اتصاف أحد غيره بتلك الصفة خَلَقَ الْإِنْسانَ الظاهر انه جملة مستانفة كأنَّه فى جواب سوال ما خلق وانما خص الإنسان بالذكر بوجوه أحدها انه أشمل المخلوقات اجزاء فان كل ما هو