ج ١٠، ص : ٣١١
رمضان استقبله قال نعم قوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْناهُ يعنى القرآن كناية عن غير مذكور تفخيما وشهادة له بالعظمة المغنية عن تصريح فى انتقال الذهن إليه كما عظمه بان أسند انزاله إلى نفسه وقدم المسند إليه على الخبر الفعلى لزيادة التأكيد والتقوى أو للتخصيص ثم عظمه باعتبار وقت نزوله فقال فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ يقدر اللّه تعالى فيها امر السنة فى عباده وبلاده إلى السنة المستقبلة قيل للحسين بن الفضل أليس قد قدر اللّه تعالى المقادير قبل ان يخلق السموات والأرض قال نعم قيل فما معنى ليلة القدر قال سوق المقادير إلى المواقيت وتنفيذ القضاء المقدر يعنى اطلاع الملائكة الموكلة على الأمور فى تلك الليلة على ما قدر اللّه تعالى امر السنة فى عباده وبلاده إلى السنة المقبلة وقال عكرمة تقدير المقادير وإبرام الأمور فى ليلة النصف من الشعبان فيها ينسخ الاحياء من الأموات فلا يزداد فيهم ولا ينقص منهم ويؤيده ما رواه البغوي ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ قال يقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى ان الرجل لينكح ويولد له ولقد خرج اسمه فى الموتى قلت لعل تقدير المقادير بنحو من الانجاء أو بعضها فى ليلة النصف من شعبان وتقديرها كلها وتسليمها إلى أربابها انما هو فى ليلة القدر قال اللّه تعالى فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ قال ابن عباس يكتب من أم الكتاب فى ليلة القدر ما هو كاين فى السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال حتى الحاج يقال يحج فلان وفلان وروى أبو الضحى عن ابن عباس ان اللّه يقضى الا قضية ليلة النصف من شعبان ويسلمها إلى أربابها فى ليلة القدر كذا ذكر البغوي وقال الزهري سميت بها للعظمة والشرف قال اللّه تعالى وما قدروا اللّه حق قدره أى ما عظموه وقيل لأن العمل الصالح فيه يكون ذا قدر عند اللّه واجر جزيل ومعنى نزول
القران فى ليلة القدر على ما روى مفهم عن ابن عباس انه قال انزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ ليلة القدر من شهر رمضان إلى بيت العزة فى السماء الدنيا ثم نزل به جبرئيل عليه السلام على رسول اللّه ـ ﷺ ـ نجوما نجوما فى
عشرين سنة فذلك قوله بمواقع النجوم وروى عن أبى ذر عن النبي ـ ﷺ ـ قال انزل صحف ابراهيم فى ثلث مضين من رمضان ويروى فى أول ليلة من رمضان وأنزلت تورية موسى فى ست ليال مضين من رمضان وإنزال الإنجيل فى ثلث عشرة مضت من رمضان وانزل