ج ١٠، ص : ٣٢٠
بارادة اللّه وخلقه ومناط التكليف فى وجوب هذا القسم من الرضاء العقل والاستدلال فان العاقل إذ لاحظ ان اللّه تعالى مالك للاشياء كلها والمالك يتصرف فى ملكه كيف يشاء والاعتراض انما يتوجه على من يتصرف فى ملك غيره بغير اذنه ولاحظ انه تعالى حكيم لا يفعل الأعلى ما اقتضاه الحكمة رضى اللّه به وان اختلج شىء فى صدره فذلك لاجل نقصان فى عقله ودينه وبقية كفر فى نفسه الامارة بالسوء والى هذا القسم من الرضاء أشار السرى السقطي رضى اللّه عنه إذا كنت لا ترضى عن اللّه فكيف تساله الرضى عنك وقسم منه معناه كون مقتضيات اللّه محبوبا له مرغوبا عنده وان كان على خلاف هواه ومنشأه العشق والمحبة باللّه سبحانه فان فعل المحبوب ومراده أحب عند المحب من مراد نفسه ومن هاهنا قال الشاعر فان فرحت بهجرى رضيت بالضروري وقسم منه معناه بلوغ المراد أقصى ما يتمناه ويشتهيه وهو المراد هاهنا ومن قوله تعالى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اذن لا ارضى وواحد من أمتي فى النار وقد مر فى سورة والضحى ذلك المذكور من الجزاء والرضوان لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ع فان الخشية ملاك الأمر والباعث على كل خير والناهي عن كل معصية وشر وجملة ذلك لمن خشى ربه فى مقام التعليل بقوله تعالى جزاءهم عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لابى ان اللّه أمرني ان اقرأ عليك القرآن وفى رواية ان اقرء عليك لم يكن الذين كفروا قال أاللّه سمانى لك قال نعم قال وقد ذكرت عند رب العالمين قال نعم قذرفت عينه متفق عليه قلت وما ذكر فى الحديث من حال أبى هواية عشاق - واللّه تعالى أعلم.