ج ١٠، ص : ٣٢٥
والذي نفسى بيده ليغفر اللّه يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس وجاء ان يصيبه رواه البيهقي وفى الباب أحاديث كثيرة بالغة حد التواتر وهذه الآية حجة لاهل السنة على المرجئة فى قولهم ان اللّه لا يعذب المؤمن وان كان فاسقا وان المؤمن لا يضره سيئة كما ان الكافر لا ينفعه حسنة وقد ورد فى تعذيب المؤمنين على الصغائر والكبائر آيات وأحاديث كثيرة لا يحصى يطول الكلام بذكرها فثبت ان الحق ما قال أهل السنة ان اللّه سبحانه ان شاء يعذب على صغيرة عدلا وان شاء يغفر الكبائر فضلا قال مقاتل الإثم الصغير فى عين صاحبه أعظم من الجبال يوم القيامة عن سعيد بن حبان قال لما فرغ النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم من حنين نزلنا قفرا من الأرض ليس فيها شىء فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم اجمعوا من وجد شيئا فليات به قال فما كان الا ساعة حتى اجمعوا ركابا فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أترون هذا فكذلك تجمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا فليتق اللّه عز وجل فلا يذنب صغيرة ولا كبيرة فانها محصاة عليه رواه الطبراني وعن عائشة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فان لها من اللّه طالبا رواه النسائي وابن ماجة وصححه ابن حبان وعن أنس انكم لتعملون أعمالا هى أدق فى أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الموبقات رواه البخاري ولاحمد مثله من حديث أبى سعيد بسند صحيح قال ابن مسعود احكم اية فى كتاب اللّه فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وورد فى الحديث الطويل عن أنس عند مسلم ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سمى هذه الآية الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقال الربيع بن حيثم مر رجل بالحسن وهو يقرأ هذه السورة فلما بلغ آخرها قال
حسبى قد انتهيت الموعظة عن عبد اللّه بن عمرو قال اتى رجل النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال أقرأني يا رسول اللّه قال اقرأ ثلثا من ذوات الرا قال كبر سنى واشتد قلبى وغلظ لسانى قال فاقرأ ثلثا من ذوات حم فقال مثل مقاله فقال الرجل يا رسول اللّه أقرأني


الصفحة التالية
Icon