ج ١٠، ص : ٣٥٠
وقال الحسن وهو الذي عليها ان صليها رياء وان فاتته لم يندم.
الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ مفاعلة من الروية أى يراؤن الناس أعمالهم ليردوا الثناء عليها قال عليه الصلاة والسلام من صلى يراى فقه أشرك ومن صام يراى فقد أشرك ومن تصدق يراى فقد أشرك رواه أحمد عن شداد بن أوس.
وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ع قال قطرب الماعون فى الأصل الشيء القليل والمراد هاهنا الزكوة كذا روى عن على وابن عمر والحسن وقتادة والضحاك وانما سمى الزكوة ماعونا لكونها قليلا من الكثير وقال ابن مسعود الماعون الفاس والدلو والقدر وأشباه ذلك وهى رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس وقال مجاهد الماعون العارية وقال عكرمة أعلاها الزكوة المفروضة وأدناها عارية المتاع وقال محمد بن كعب والكلبي الماعون المعروف الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم وقيل الماعون ما لا يحل منعه مثل الماء والملح والنار قال قلت يا رسول اللّه هذا الماء فما بال الملح والنار قال يا حميراء من اعطى نارا فكانما تصدق بجميع ما أنضجت تلك النار من اعطى ملحا فكانما تصدقت بجميع ما طيب تلك الملح ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكانما أعتق رقبة ومن سقى مسلما شربة من ماء من حيث لا يوجد الماء فكانما أحياها رواه ابن ماجة وأخرج ابن المنذر من طريق أبى طلحة عن ابن عباس قال قوله تعالى فويل للمصلين الذين إلخ نزلت فى المنافقين كانوا يراؤن المؤمنين بصلوتهم إذا حضروا ويتركونها إذا غابوا ويمنعون العارية قال فى المدارك روى عن أنس والحسن قالا الحمد للّه الذي قال عن صلاتهم ساهون ولم يفل فى صلاتهم لأن معنى عن سهو ترك واعراض عنها وقلة التفات إليها وذلك فعل المنافقين ومعنى فيما يقع فى الصلاة من حديث النفس ووسوسة الشيطان والحكم فى ذلك التعوذ ودفع الوسوسة ما استطاع والعفو فيما لم يستطع عن عثمن ابن أبى العاص قال قلت يا رسول اللّه ان الشيطان قد حال بين صلوتى وبين قراءتى يلبسها على فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ذاك شيطان يقال لها خسرت فإذا احسسته فتعوذ باللّه منه واتفل عن يسارك ثلثا ففعلت ذلك فاذهبه اللّه عنى رواه مسلم وعن القاسم بن محمد ان رجلا ساله فقال انى أهم فى صلوتى فيكثر ذلك على فقال امض فى صلوتك فانه لم يذهب ذلك
عنك حتى تنصرف وتقول ما أتممت صلوتى واللّه تعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon