ج ١٠، ص : ٣٥٨
بالظعينة قلنا اخرجى الكتاب قالت ما معى كتاب فقلنا لتخرجى الكتاب أو لتلقين الثياب فاخرجته من عقاصها فاتينا به رسول اللّه ـ ﷺ ـ فإذا فيه من حاطب بن بلتعة إلى الناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض امر رسول اللّه ـ ﷺ ـ فقال يا حاطب ما هذا قال يا رسول اللّه لا تعجل علىّ انى كنت امرأ ملصقا فى قريش وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم فاحببت إذا فاتنى ذلك من انتسب فيهم ان اتخذوا عندهم هذا يحمون قرابتى ولم افعله ارتدادا عن دينى ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ اما انه قد صدقكم فقال عمر يا رسول اللّه دعنى اضرب عنق هذا المنافق فقال انه قد شهد بدرا وما يدريك يا عمر ان اللّه تعالى عز وجل اطلع على من شهد بدرا فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فرقت عينا عمر فانزل اللّه تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ إلى قوله سواء السبيل وصام رسول اللّه ـ ﷺ ـ وصام الناس معه فلما بلغ الكديد أفطروا فطروا فلم يزل مفطرا حتى انسلخ الشهر وخرج العباس بن عبد المطلب مهاجرا فلقيه بالجحفة وكان قبل مقيما بمكة على سقاية برضاه ولقيه بالأبواء أبو سفيان بن الحارث ابن عمه وابنه جعفر بن أبى سفيان وأسلما قبل دخول مكة قيل بل لقيه هو وعبد اللّه بن امية ابن عمته عاتكة فاعرض رسول اللّه ـ ﷺ ـ عنهما وقال لا حاجة لى بهما فقد هتكا عرضى وقالا لى ما قالا فالجئا وكلمت أم سلمة فيهما فاذن لهما فلما كان لقديد عقد الالوية والرايات ودفعها إلى القبائل وراية النبي ـ ﷺ ـ مع الزبير ثم نزل بمر الظهران عشاء وقد عميت الاخبار عن قريش فخرج تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكم بن حزام وبديل بن ورقة يتجسسون الاخبار وامر النبي ـ ﷺ ـ أصحابه فاوقدوا عشر آلاف نارا وقال العباس بن عبد المطلب ليلتئذ ووا صباح قريش واللّه لئن دخل النبي ـ ﷺ ـ مكة عنوة
انها لهلاك قريش إلى اخر الدهر فخرج عباس على بغلة رسول اللّه ـ ﷺ ـ ليرى حطابا أو صاحب لبن أو ذا حاجة يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول اللّه ـ ﷺ ـ فيستامنونه قبل ان يدخلها عليهم عنوة فسمع عباس صوت أبى سفيان يقول واللّه ما رايت كالليل نيرانا فقال عباس ويحك يا أبا سفيان هذا رسول اللّه ـ ﷺ ـ قد جاء بما لا قبل لكم به فقال ما الحيلة فقال عباس يا أبا سفيان لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب فى عجز هذه البغلة حتى اتى بك رسول اللّه ـ ﷺ ـ فتستامنه فرجع فكلما مرا بنار نظروا إليه وقالوا هذا عم رسول اللّه ـ ﷺ ـ على بغلة رسول اللّه ـ ﷺ ـ حتى مرا بنار عمر فلما راى عمر أبا سفيان قام عمر فقال هذا أبو سفيان عدو اللّه


الصفحة التالية
Icon