ج ١٠، ص : ٣٦٢
تحدث به نفسك قال لا شىء كنت اذكر اللّه فضحك رسول اللّه ـ ﷺ ـ وقال استغفر اللّه ثم وضع يده على صدره فكان فضالة يقول واللّه ما رفع يده عن صدرى حتى لم يكن شىء أحب إلى منه فلما فرغ من طوافه نزل عن راحلته على أيدي الرجال لم يجد مناخا فى المسجد وأناخ البعير خارج المسجد ثم انتهى إلى مقام وهو لاحق بالكعبة والدرع عليه والمغفر وعمامة بين كتفيه فصلى ركعتين ثم انصرف إلى زمزم فاطلع فيها وقال لو لا ان يغلب بنو عبد المطلب لنزعت منها دلوا فنزعه عباس ويقال الحارث بن عبد المطلب دلوا فشرب منه وتوضأ المسلمون يتبدرون بوضوئه يصبونه على وجوههم والمشركون ينظرون إليهم ويتعجبون ويقولون ما راينا ملكا قط ابلغ منه فلا سمعنا به امر يهبل فكسر وعن على قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول اللّه ـ ﷺ ـ ثم قال يا على اصعد على منكبى ففعلت فلما نهض بي خيل إلى لو شئت نلت أفق السماء فصعدت فوق الكعبة فقال انقض صنمهم الأكبر وكان من نحاس موتدا باوتاد من حديد الى
الأرض فقال عالجة ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فرميت به فارسل بلا لا إلى عثمن بن طلحة يأتي بمفتاح الكعبة فقال عثمن هو عند أمي فارسل إليها فقالت لا واللات والعزى لا ادفعه إليك ابدا فقال لها عثمان لا لات ولا عزى ان لم تفعلى قتلت انا وأخي فابطأ عثمن ورسول اللّه ـ ﷺ ـ ينتظره فبعث أبا بكر وعمر فلما سمعت صوت أبى بكر وعمر قالت يا بنى خذ المفتاح فان تأخذ أنت أحب إلى من ان يأخذوا منه هم عدوى فاخذه عثمن فجاء به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فتناول رسول اللّه ـ ﷺ ـ منه المفتاح ففتح الكعبة بيده وكان هو طلحة يقولون لا يفتح الكعبة الا هم فامر رسول اللّه ـ ﷺ ـ عمر بازالة الصور عن البيت قبل دخوله فتجرد المسلمون فى الأزر وأخذ الولاء وارتجزوا على زمزم ويغسلون الكعبة ظهرها وبطنها فلم يدعوا اثرا من المشركين الا محوه وغسلوه فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الكعبة هو واسامة بن زيد وطلحة وأغلقوا عليهم الباب فجعل رسول اللّه ـ ﷺ ـ عمودا عن يمينه وعمودين عن يساره وثلثة اعمدة نحو باب البيت ورائه بينه وبين الجدار ثلثة ازرع أو ذراعين فصلى ركعتين ثم خرج وصلى ركعتين قبل القبلة وقال هذه القبلة ثم قام على باب البيت قال لا اله الا اللّه وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده


الصفحة التالية
Icon