ج ١٠، ص : ٣٦٧
سورة اللّهب
مكيّة وهى خمس آيات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

روى الشيخان فى الصحيحين انه لما نزلت قوله تعالى وانذر عشيرتك الأقربين جمع رسول اللّه ـ ﷺ ـ أقاربه فانذرهم وفى رواية عند البخاري وغيره صعد على الصفا فنادى فاجتمعت إليه قريش ارايتم لو أخبرتكم ان العدو مصبحكم أو ممسيكم اما كنتم مصدقى قالوا بلى قال فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك ألهذا جمعتنا وأخذ حجرا ليرميه فنزلت
تَبَّتْ التباب خسران يودى إلى الهلاك أى هلكت يَدا أَبِي لَهَبٍ أى نفسه كما فى قوله تعالى ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة وقيل انما خصتا بالذكر لما أخذ حجر الرمي وقيل أراد بها دنياه وآخرته وقيل أراد ماله وملكه يقال فلان قليل ذات يد قرأ ابن كثير أبى لهب بإسكان الهاء والباقون بفتحها واسمه عبد العزى بن عبد المطلب قال مقاتل كنى باللهب لحسنه واشراق وجهه وانما ذكر هاهنا بالكنية لاستكراه ذكر اسمه ولانه لما كان من اصحاب النار كانت الكنية أوفق بحاله وبمجانسة قوله ذات لهب وَتَبَّ ط اخبار بعد اخبار للتاكيد أو الاولى دعائية والثاني اخبارية والتعبير بالماضي لتحقق وقوعه قال ابن مسعود لما دعا رسول اللّه ـ ﷺ ـ أقرباءه إلى اللّه عز وجل قال أبو لهب ان كان ما يقول ابن أخي حقا فاننى افتدى نفسى بمالى وولدي فانزل اللّه تعالى.
ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ ما نافية أو استفهامية للانكار يعنى ما يدفع عنه عذاب ما جمع من المال أو أى شىء يغنى عنه ماله وكان صاحب مال ومواش وَما كَسَبَ ط من المال والولد عن عائشة مرفوعا أطيب ما أكلتم من كسبكم وان أولادكم كسبكم رواه البخاري فى التاريخ والترمذي وقد افترس ولده عتبة اسد فى طريق الشام كما ذكرنا فى سورة عبس ومات أبو لهب بالعدس بعد وقعة بدر بايام معدودة وترك ثلثا حتى أنتن ثم استاجروا بعض السودان حتى دفنوه أوعده اللّه تعالى بالنار فقال.
سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ أى تلتهب جملة مستانفة أو فى مقام التعليل لقوله ما اغنى اتفق القراءة على فتحة هاء لهب هاهنا لرعاية القوافي.
وَامْرَأَتُهُ ط عطف على المستكن فى سيصلى سوغه الفصل أو مبتداء بعده خبره وهى أم جميل بنت حرب بن امية اخت أبى سفيان حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ج قرأ عاصم بالنصب على الذم والشتم والباقون بالرفع على انه خبر مبتداء أخرج ابن جرير عن ابن اسحق عن رجل من همدان يقال له


الصفحة التالية
Icon