ج ١٠، ص : ٣٧٣
فالصوفية العلية يذكرون النفي والإثبات مع ملاحظة نفى مقصودية ما عدا اللّه ويجتهدون فيه غاية الاجتهاد حتى يزول عن صدورهم كون غيره تعالى مقصودا بوجه من الوجوه واللّه الميسر لكل عسير.
لَمْ يَلِدْ كما زعمت المشركون ان الملائكة بنات اللّه واليهود بان عزير ابن اللّه والنصارى بان المسيح ابن اللّه لاستحالة المجانسة وعدم الاقتضاء إلى من يعينه أو يخلف عنه لاستحالة الاحتياج والفناء عليه تعالى أورد بلفظ الماضي وان كان عدم توالده ابدا ردا على ما قالوا ولمطابقة قوله وَلَمْ يُولَدْ لأن الحدوث ينافى الالوهية.
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ
أى مكافيا ومماثلا قرأ حفص كفوا بضم الفاء وفتح الواو وحمزة بإسكان الفاء مع الهمزة فى الوصل فإذا وقف أبدل الهمزة واوا مفتوحة اتباعا للخط والقياس ان يلقى حركتها على الفاء والباقون بضم الفاء مع الهمزة أحد اسم يكن وكفوا خبره والظرف متعلق بكفوا قدم الخبر على الاسم والظرف التعلق بالخبر عليه للاهتمام لأن المقصد تنزيه اللّه تعالى ونفى المكافاة عنه تعالى الرعاية الفواصل ويجوز ان يكون الظرف حالا من المستكن فى كفوا وان يكون خبرا أو كفوا حال من أحد أورد الجمل الثلث منتسقات بالعطف لأن المقصد منها نفى اقسام الأمثال وتنزيهه عن كل ما يتصف به فهى كجملة واحدة عن أبى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال قال اللّه تعالى كذبنى ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمنى ولم يكن له ذلك فاما تكذيبه إياي بان يقول لن يعيدنى كما بدأنى وليس أول الخلق باهون على من إعادته واما شتمه إياي فقوله اتخذ اللّه ولدا وانا الأحد الصمد لم الد ولم اولد ولم يكن لى كفوا أحد - (فصل) - عن أبى الدرداء قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أيعجز أحدكم ان يقرأ فى ليلة ثلث القرآن بالواو كيف يقرأ ثلث القرآن قال قل هو اللّه أحد تعدل ثلث القرآن رواه مسلم ورواه البخاري عن أبى سعيد ومثله فى حديث ابن عباس وانس وذكرناه فى تفسير سورة الزلزال وعن عائشة ان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لاصحابه فى صلوتهم بقل هو اللّه أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال سلوه لاى شىء تصنع ذلك فسالوه فقال لأنها صفة الرحمن


الصفحة التالية
Icon