ج ١٠، ص : ٣٨٠
الشيوخ المنقطعين إلى اللّه تعالى ولفظ الإله المنبئ عن العبادة يدل عليه وبالرابع الصالحون إذا الشيطان حريص على عداوتهم وبالخامس المفسدون لعطفه على معوذ منه وفى ذكر أطفال المؤمنين والرجال الصالحين استجلاب للرحمة واستدفاع للعذاب قال رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لو لا رجال ركع وأطفال وضع وبهائم رتع نصب عليكم صبا رواه أبو يعلى والبزار والبيهقي من حديث أبى هريرة وله شاهد مرسل أخرجه أبو نعيم عن الزهري وقال اللّه تعالى لو لا رجال مومنون ونساء مومنات لم تعلموهم الآية قال البيضاوي فى هذا النظم دلالة على انه تعالى حقيق بالاعادة قادر عليها غير ممنوع عنها واشعار على مراتب الناظر فى العارف فانه يعلم اولا بما يرى عليه من النعم الظاهرة والباطنة ان لم ربا ثم بعد النظر يتحقق انه غنى عن الكل ذوات كل شى ملكه ومصارف أمورهم منه فهو الملك الحق ثم يستدل على انه هو المستحق للعبادة.
مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الوسواس اسم بمعنى الوسوسة وهو الصوت الخفي الذي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع كالزلزال والمراد هاهنا الموسوس يعنى الشيطان على طريقه المبالغة أو بتقدير المضاف أى ذى الوسواس كذا قال الزجاج الْخَنَّاسِ صفة للوسواس يعنى الشيطان لأن عادته ان يخنس أى يتاخر عند ذكر اللّه تعالى عن عبد اللّه بن شقيق قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما من آدمي الا بقلبه بيتان فى أحدهما الملك وفى الاخر الشيطان فإذا ذكر اللّه خنس وإذا لم يذكر اللّه وضع الشيطان منقاره فى قلبه ووسوس له رواه أبو يعلى وروى أبو يعلى عن أنس عنه صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم نحوه.
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ إذا لم يذكر اللّه والموصول فى محل الجر على انه صفة بعد صفة للوسواس وجاز ان يكون منصوبا على الذم أو مرفوعا على انه خبر لمبتداء محذوف أى هو.
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
بيان للوسواس أو الذي فالوسوسة فعل من الجنة والناس جميعا قال اللّه تعالى وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الانس والجن الآية امر اللّه تعالى نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم ان يستعيذ من شر الجن والانس جميعا فان قيل الناس لا يوسوسون فى صدور الناس انما هى فعل بالجن قلنا الناس أيضا يوسوسون بمعنى يليق بهم