ج ٢قسم ١، ص : ٢٤
فى حال قيامه بتدبير مصنوعاته فان قيامه عليه كذلك دليل واضح على توحيده - أو على الحال من هو والعامل فيها معنى الجملة أى تفرد قائما - أو احقه لأنه حال مؤكدة - أو على المدح وعلى هذا يكون مندرجا فى المشهود به - وجاز ان يكون مفعولا للعلم أى أولوا المعرفة قائما بِالْقِسْطِ أى متلبسا بالعدل فى قسمه وحكمه لا يتصور منه الظلم لأنه مالك الملك يتصرف فى ملكه كيف يشاء فلا يجب عليه ثواب المطيع بل ذلك بفضل منه ولا عذاب العاصي فانه يغفر لمن يشاء فلا دليل فيه للمعتزلة لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كرره للتأكيد ومزيد الاعتناء بمعرفة ادلة التوحيد والحكم به بعد اقامة الحجة الْعَزِيزُ فى ملكه الْحَكِيمُ (١٨) فى صنعه صفتان لله فاعل شهد أو بدلان من هو قدم العزيز لتقدم العلم بقدرته على العلم بحكمته -.
إِنَّ الدِّينَ المرضى عِنْدَ اللَّهِ هو الْإِسْلامُ قرأ الكسائي بفتح انّ على انه بدل الكل ان فسر الإسلام بالايمان قال قتادة شهادة ان لا اله الا الله والإقرار بما جاء به الرسل من عند الله وهو دين الله الذي شرعه لنفسه وبعث به رسله ودل عليه أولياءه ولا يقبل غيره ولا يجزى الا به - أو فسر بما يتضمنه قال رسول الله ﷺ الإسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكوة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت إليه سبيلا متفق عليه من حديث عمر فى حديث طويل قصة سوال جبرئيل - وبدل اشتمال ان فسر الإسلام بالشريعة المحمدية فانه الدين المرضى عند الله فى هذا الزمان بعد نسخ الأديان المنزلة من الله تعالى سابقا قال رسول الله ﷺ لو كان موسى حياما وسعه الا اتباع رواه أحمد والبيهقي من حديث جابر - وقرا الجمهور بكسر انّ على انه كلام مبتدا عن الأعمش انه قام من الليل يتهجد فمر بهذه الآية شَهِدَ اللَّهُ الآية ثم قال وانا اشهد بما شهد الله به واستودع الله هذه الشهادة وهى لى عند الله وديعة إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ فلما فرغ من صلاته سئل عنه فقال حدثنى أبو وائل عن عبد الله قال قال رسول الله ﷺ يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله ان لعبدى هذا عندى عهدا وأنا أحق من وفى العهد ادخلوا عبدى الجنة رواه البغوي بسنده وأخرجه الطبراني والبيهقي فى الشعب بسند ضعيف وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يعنى اليهود والنصارى فى نبوة محمد ﷺ وحقية الإسلام حتى


الصفحة التالية
Icon