ج ٢قسم ١، ص : ٢٨
ورجوا ان يكون عنده رخصة فحكم عليهما بالرجم فقال له النعمان بن أو فى وبحرى بن عمر وجرت عليهما يا محمد ليس عليهما الرجم فقال رسول الله ﷺ بينى وبينكما التورية قالوا قد أنصفتنا قال فمن أعلمكم بالتورية قالوا رجل اعور ليسكن فدك يقال له ابن صوريا فارسلوا إليه فقدم المدينة - وكان جبرئيل قد وصفه لرسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ أنت ابن صوريا قال نعم قال أنت اعلم اليهود قال كذلك يزعمون قال فدعا رسول الله ﷺ بشىء من التورية فيه الرجم مكتوب فقال له اقرأ فلما اتى اية الرجم وضع كفه عليها وقرا ما بعدها فقال ابن سلام يا رسول الله قد جاوزها وقام فرفع كفه عنها ثم قرأ على رسول الله ﷺ وعلى اليهود بان المحصن والمحصنة إذا زنيا وقامت عليهما البينة رجما وان كانت المرأة حبلى تربص بها حتى تضع ما فى بطنها فامر رسول الله ﷺ باليهوديين فرجما فغضب اليهود لذلك وانصرفوا فانزل الله تعالى هذه الآية لِيَحْكُمَ الكتاب أسند الحكم إلى الكتاب لكونه سببا للحكم أو ليحكم النبي ﷺ بَيْنَهُمْ على وفق الكتاب ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ عطف على يدعون وفيه استبعاد لتوليتهم مع علمهم بانه الحق من ربهم وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) أى هم قوم عادتهم الاعراض عن الحق والجملة حال من فريق وهى نكرة مخصصة بالصفة وقال قتادة معناه ان اليهود دعوا إلى حكم كتاب الله يعنى القرآن فاعرضوا عنه وروى الضحاك عن ابن عباس فى هذه الآية ان الله تعالى جعل القرآن حكما فيما بينهم وبين رسول الله ﷺ فحكم القرآن على اليهود والنصارى انهم على غير الهدى فاعرضوا عنه.
ذلِكَ التولي عن كتاب الله بعد العلم به والاعراض عن الحق بِأَنَّهُمْ أى بسبب تسهيل امر العقاب على أنفسهم باعتقاد فاسد وهو انهم قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ أربعين يوما عدد ايام عبادة ابائهم العجل كما مر فى سورة البقرة وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) أى هذا القول أو ان آباءهم الأنبياء يشفعون لهم أو ان يعقوب وعده الله تعالى ان لا يعذب أولاده.
فَكَيْفَ خبر لمبتدا محذوف يعنى فكيف حالهم إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ أى جزاء ما عملت من خير أو شر وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٥)


الصفحة التالية
Icon