ج ٢قسم ١، ص : ٣٢
فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير وسعيد بن خيثمة لاولئك النفر اجتنبوا هؤلاء اليهود لا يفتنونكم عن دينكم فابى أولئك النفر الا مباطنهم فانزل الله تعالى.
لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ نهوا عن موالاتهم بقرابة أو صداقة ونحو ذلك أو عن الاستعانة بهم فى الغزو وسائر الأمور الدينية مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ فيه اشارة إلى ان ولايتهم لا يجتمع ولاية المؤمنين لاجل منافاة بين ولاية المتعادين ففى ولاية الكفار قبح بالذات وقبح بالعرض بالحرمان عن ولاية المؤمنين - وذكر البغوي قول مقاتل انها نزلت فى حاطب بن أبى بلتعة وغيره كانوا يظهرون المودة لكفار مكة وذكر قول الكلبي عن أبى صالح انها نزلت فى المنافقين عبد الله بن أبى وأصحابه كانوا يتولون المشركين واليهود ويأتونهم بالأخبار يرجون ان يكون لهم الظفر على رسول الله ﷺ فانزل الله تعالى هذه الآية ونهى المؤمنين عن فعل مثل فعلهم - (فصل) الحب فى الله والبغض فى الله باب عظيم من أبواب الايمان عن ابن مسعود قال قال رسول الله ﷺ المرء مع من أحب متفق عليه وعن أنس مرفوعا نحوه بلفظ أنت مع من أحببت متفق عليه وعن أبى موسى قال قال رسول الله ﷺ مثل الجليس الصالح والسوء « ١ » كحامل المسك ونافح الكير »
فحامل المسك اما ان يحذيك أى يعطيك - نهايه منه واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة ونافح الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خبيثة متفق عليه وعن ابن عباس قال قال رسول الله ﷺ لابى ذر يا أبا ذر اىّ عرى الايمان أوثق قال الله ورسوله اعلم قال الموالاة فى الله والحب فى الله والبغض فى الله رواه البيهقي فى الشعب وعن أبى ذر قال قال النبي ﷺ ان أحب الأعمال إلى الله تعالى الحب فى الله والبغض فى الله رواه أحمد وأبو داود وفى الباب أحاديث كثيرة وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ أى اتخاذهم اولياء فَلَيْسَ الضمير المرفوع عائد إلى من يفعل مِنَ اللَّهِ حال من شىء قدم عليه لتنكيره فِي شَيْ ءٍ خبر ليس والتنكير للتحقير يعنى ليس هو كائنا فى شىء حقير من ولاية الله أو من دين الله يعنى كما ان ولاية الكفار لا يجتمع ولاية المؤمنين كذلك لا يجتمع ولاية الله أيضا - ولو قال
_________
(١)
مثنوى - دور شو از اختلاط يار بد يار بد بدتر بود از مار بد
مار بد تنها همين بر جان زند يار بد بر جان وبر ايمان زند
- منه رح
(٢) ضارب كير الحداد الذي يجعل من الطين - منه رح [.....]