ج ٢قسم ١، ص : ٤٨
نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين وروى أبو داود والنسائي والحاكم عن ابن عباس قال قال رسول الله ﷺ أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن حذيفة ان النبي ﷺ قال نزل ملك من السماء فاستأذن الله ان يسلم علىّ فبشرنى ان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة فهذه الأحاديث تدل على ان فاطمة أفضل من مريم لأن نساء أهل الجنة عام لا يحتمل التخصيص بزمان دون زمان بخلاف قوله تعالى اصطفيك على نساء العلمين فانه يحتمل ان يكون المراد منه عالمى زمانها كما قلنا لكن ورد فيما روى أبو يعلى وابن حبان والحاكم والطبراني عن أبى سعيد الخدري ان النبي ﷺ قال فاطمة سيدة نساء أهل الجنة الا ما كان من مريم وروى الترمذي عن أم سلمة عن فاطمة قالت أخبرني رسول الله ﷺ انى سيدة نساء أهل الجنة الا مريم بنت عمران فهذين الحديثين يدلان على استثناء مريم من المفضولية ولا يدلان على كونها أفضل من فاطمة عليها السلام وما فى الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة قوله ﷺ فاطمة بضعة منى وعند أحمد والترمذي والحاكم عن ابن الزبير نحوه يقتضى فضل فاطمة على جميع الرجال والنساء كما قال مالك لا نعدل ببضعة رسول الله ﷺ أحدا لكن عند جمهور أهل السنة خص منه من علم فضلهم قطعا من الأنبياء وبعض الصديقين وبقي من سواهم فى العموم والله اعلم.
يا مَرْيَمُ اقْنُتِي أى أطيلي القيام فى الصلاة شكرا لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣) أى مع المصلين بالجماعة ولم يقل مع الراكعات لأن النساء تتبع الرجال دون العكس فيكون أشمل -.
ذلِكَ مبتدا أى ما ذكر من القصص مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ أى اخباره خبره نُوحِيهِ إِلَيْكَ خبر بعد خبر وجاز ان يكون أحدهما خبرا والاخر حالا وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ للاقتراع تقرير لما سبق من كونه وحيا على سبيل التهكم لمنكريه لأن اسباب العلم منحصرة فى الثلاثة العقل أو سماع الخبر أو الحس وكون القصص غير مدرك بالعقل بديهي وعدم السماع معلوم لا شبهة فيه عندهم لكونه ﷺ اميّا وكون الاخبار منقطعة فبقى ان يكون باحتمال العيان ولا يظن به عاقل فبيان القصص منه صلى الله