ج ٢قسم ١، ص : ٥١
بأسباب عادى ومواد قادر ان يخلقها دفعة بلا اسباب.
وَيُعَلِّمُهُ قرأ نافع وأبو جعفر - أبو محمد وعاصم ويعقوب بالياء على الغيبة عطفا على يخلق أو على يبشرك والباقون بالنون على التكلم عطفا على ما ذكر على طريقة الالتفات - أو ابتدا تطييبا لقلبها وازاحة لهمها من خوف اللوم لما علمت انها تلد من غير زوج الْكِتابَ أى الكتابة والخط فكان احسن الناس خطا فى زمانه وقيل المراد به جنس الكتب المنزلة يعنى يعلمه علوم الكتب السماوية المنزلة وخص الكتابان لمزيد الاهتمام حيث كان الواجب عليه الاقتداء بهما فى فروع الأعمال واما فى اصول الدين فمقتضى الكتب كلها واحد وَالْحِكْمَةَ الفقه وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (٤٨) وَرَسُولًا منصوب بمضمر معطوف على يعلمه والتنوين للتعظيم تقديره ونجعله رسولا عظيما إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ ٥ قيل كان رسولا فى حالة الصبا وقيل انما أرسل بعد البلوغ - وكان أول أنبياء بنى إسرائيل يوسف عليه السلام وآخرهم عيسى عليه السلام أَنِّي منصوب بنزع الخافض متعلق برسولا أى رسولا بانى أو بالعطف على الأحوال المتقدمة متضمنا معنى النطق يعنى ناطقا بانى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ أى معجزة دالة على رسالتى وانما قال باية وقد جاء بايات لأن الكل فى الدلالة على صدقة كايه واحدة مِنْ رَبِّكُمْ جاز ان يكون ظرفا مستقرا صفة لاية وان يكون ظرفا لغوا متعلقا بجئتكم أَنِّي فتح الياء نافع وأبو جعفر - أبو محمد وابن كثير وأبو عمرو وأسكنها الباقون وقرا نافع وأبو جعفر - أبو محمد بكسر الهمزة على الاستيناف والباقون بالفتح فيجوز نصبه على انه بدل من انّى قد جئتكم ويجوز جره على انه بدل من اية ويجوز رفعه على تقدير المبتدا أى هى انّى أَخْلُقُ اصور واقدر لَكُمْ مِنَ الطِّينِ صورة كَهَيْئَةِ الهيئة الصورة المهياة الطَّيْرِ قرأ أبو جعفر الطّائر هاهنا وفى المائدة فَأَنْفُخُ فِيهِ أى فى الطين أو الضمير راجع إلى الكاف فى كهيئة أى فى ذلك المماثل
فَيَكُونُ طَيْراً قرأ الأكثرون بالجمع لأنه خلق طيرا كثيرا وقرا نافع ويعقوب وأبو جعفر طائرا على الافراد لأن كل واحد منها كان طائرا - قال البغوي لم يخلق غير الخفاش وانما خص الخفاش لانها أكمل الطير خلقا لأن لها ثديا وأسنانا وهى تحيض قال وهب كان يطير ما دام الناس ينظرون إليه فإذا غاب عن أعينهم سقط ميتا ليتميز ما لصنع العبد فيه مدخل مما لا مدخل فيه بِإِذْنِ اللَّهِ أى بامره وقوله كن نبه به على ان إحياءه من الله تعالى لا منه وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ الذي ولد