ج ١، ص : ٦٥
ولا حاجة هى لك رضا الا قضيتها يا ارحم الراحمين - رواه الترمذي من حديث عبد اللّه بن أبى اوفى - والحاكم في المستدرك نحوه - وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ أى الاستعانة بهما - أو جملة ما أمروا بها ونهوا عنها - أو كل واحد من الخصلتين كما في قوله تعالى - كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها أى كل واحدة منهما أو الصلاة ان كانت الواو في والصّلوة بمعنى على وقيل خصت الصلاة برد الضمير إليها لعظم شأنها - أو استجماعها ضروبا من الصبر كما قال اللّه تعالى - وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ - ان رضاء الرسول داخل في رضاء اللّه تعالى وقيل معناه استعينوا بالصبر وانه لكبير وبالصلوة وانها لكبيرة أى ثقيلة شاقة فحذف أحدهما اختصارا إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ (٤٥) والخشوع السكون ومنها الخشعة للرملة المتطأمنة - وهو في الصوت والبصر قال اللّه تعالى - خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ - وقال - خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ - والخضوع اللين والانقياد - ولذلك يقال الخشوع بالجوارح والخضوع بالقلب - والمراد المؤمنين الساكنين إلى طاعة اللّه تعالى الخائفين المتواضعين -.
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أى يتوقعون لقاء اللّه أو يستيقنون به - قال البغوي - الظن من الاضداد يكون شكا ويقينا يعنى مشترك بينهما - أو يقال اطلق على اليقين مجازا لما شابهه في الرجحان قلت وفي إيراد لفظ الظن هاهنا دون العلم واليقين اشعار بان من كان غالب ظنه انه ملاقى اللّه وان اللّه تعالى مجازيه على اعماله فالعقل الصحيح يهوّن عليه الصبر على الطاعة وعن المعصية مخافة الضرر الا ترى ان من كان غالب ظنه ان ماء القدح مسموم فهو يصبر على مشقة العطش ولا يشرب من ذلك الماء وكذا من كان غالب ظنه ان ما في القدح يورث الشفاء والقوة فهو يصبر على مرارته ويشربه - فكيف من كان يؤمن باللّه وبجزائه فانه يستحقر المشقة نظرا إلى تحصيل رضائه وعظم جزائه بل يستلذ بامتثال امر المحبوب وتوقع لقائه ومن ثم قال عليه الصلاة والسلام جعلت قرة عينى في الصلاة - أخرجه الحاكم والنسائي - أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ أى معاينوه يرونه في الاخرة - والصلاة معراج المؤمن تكون للعبد وسيلة إلى رؤية اللّه قال اللّه تعالى وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً وعن ربيعة بن كعب قال كنت أبيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاتيته بوضوئه وحاجته فقال لى سل فقلت أسئلك مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك قال هو ذاك قال فاعنّى على نفسك بكثرة السجود - رواه مسلم وعن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - اقرب ما يكون العبد إلى الرب وهو ساجد -


الصفحة التالية
Icon