ج ٢قسم ٢، ص : ١٩
نصب على انه مصدر مؤكد كقوله فريضة من اللّه، أو حال من فاعل الظرف إذا المعنى ثبت لهم نصيب حال كونه مفروضا أى مقطوعا والحال فى الحقيقة قوله مفروضا لكن بحسب الظاهر جعل الحال نصيبا ومفروضا صفة له ويسمى الحال موطئة لأنه مقدمة لذكر ما هو الحال حقيقة أو على اختصاص بمعنى اعنى نصيبا مقطوعا واجبا لهم لا يجوز لاحد التبديل فيه، وفيه دليل على ان الوارث لو اعرض عن نصيبه أو ابرا عنه لا يسقط حقه وفى الآية إجمال من وجهين أحدهما فى تعيين النصيب وثانيهما فى المراد بالاقرب وكلا الامرين ورد بيانهما من الشرع وذكر الوالدين مع دخولهما فى الأقربين اهتماما لشانهما ولانّ سبب النزول ميراث الوالد وذكر البغوي ان أوس بن ثابت الأنصاري توفى وترك امراة يقال لها أم كحة وثلث بنات له منها فقام رجلان هما ابنا عمّ الميت واوصياه « ١ » سويد وعرفجة فاخذا ماله ولم يعطيا امرأته ولا بناته شيئا وكانوا فى الجاهلية لا يرثون النساء ولا الصغار وان كان الصغير ذكرا انما كانوا يورثون الرجال ويقولون لا نعطى الا من قاتل وحاز الغنيمة فجاءت أم كحة فقالت يا رسول اللّه ان أوس بن ثابت مات وترك على بنات وانا امرأته وليس عندى ما أنفقه عليهن وقد ترك أبوهن مالا حسنا وهو عند سويد وعرفجة ولم يعطيانى ولا بناتي شيئا وهن فى حجرى لا يطعمن ولا يسقين فدعاهما رسول الله ﷺ فقالا يا رسول اللّه ولدها لا يركب فرسا ولا يحمل كلا ولا ينكأ عدوا فانزل اللّه هذه الآية فارسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى سويد وعرفجة لا تفرقا من مال أوس بن ثابت شيئا فان اللّه جعل لبناته نصيبا ممّا ترك ولم يبيّن كم هو حتى انظر ما ينزل فيهنّ فانزل اللّه تعالى يوصيكم اللّه فى أولادكم فلما نزلت أرسل رسول الله ﷺ إلى سويد وعرفجة ان ادفعا إلى أم كحة الثمن والى بناته الثلثين ولكما باقى المال، قلت ولما
نزل عقيبه يوصيكم اللّه لم يلزم تأخير البيان عن وقت الحاجة واللّه اعلم، قال سعد وقع فى الكتب المعتبرة والروايات الصحيحة أوس بن ثابت وهو أخو حسان بن ثابت استشهد بأحد قال الشيخ جلال الدين السيوطي وفيه نظر لأنه كان أخا حسان ولم يكن لبنى العم مع الأخ سبيل ونقله ابن حجر فى الاصابة عن ابن مندة وخطّاه بانه ليس أحد من
_________
(١) فى الأصل ووصياه