ج ٢قسم ٢، ص : ٥١
إحداهنّ قنطارا قال الفا ومائتين ومن هاهنا يظهر انه لا تقدير لاكثر الصداق وعليه انعقد الإجماع وبهذه الآية استدلت امراة على جواز المغالات فى المهر حين منع « ١ » عنها عمر فقال عمر كل افقه من عمر حتى المخدرات والمستحب اجماعا ان لا يغالى فيه قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه الا لا تغالوا فى صدقات النساء فانها لو كانت مكرمة فى الدنيا وتقوى عند اللّه لكان أولاكم بها نبى الله صلى اللّه عليه وسلم ما علمت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نكح شيئا من نسائه ولا انكح شيئا من بناته على اكثر من اثنى عشر اوقية رواه أحمد واصحاب السنن الاربعة والدارمي وروى ابن حبان فى صحيحه والخطابي عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خير النساء أيسرهن صداقا وروى ابن حبان عن عائشة انه صلى اللّه عليه وسلم قال من يمن المرأة سهل أمرها وقلة صداقها وروى أحمد والبيهقي أعظم النساء بركة أيسرهن صداقا واسناده جيّد وعن أبى سلمة قالت سالت عائشة كم كان صداق النبي صلى اللّه عليه وسلم قال كان صداقه لازواجه اثنتي عشر اوقية ونش قالت أتدري ما النش قلت لا قالت نصف اوقية رواه مسلم فتلك خمسمائة درهم هذا صداق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لازواجه لكن أم حبيبة أصدقها النجاشي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم اربعة آلاف درهم رواه أبو داؤد والنسائي وقال ابن إسحاق عن أبى جعفر أصدقها اربعة مائة دينار وفى خلاصة « ٢ » السير فى نكاح خديجة أصدقها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اثنتي عشرة اوقية من ذهب والاوقية من الذهب سبعة مثاقيل وروى أحمد وأبو داود عن عائشة ان جويرية وقعت فى سهم ثابت بن قيس بن شماس وابن عم له فتخلصها ثابت من ابن عمّه بنخلات بالمدينة وكاتبها فادى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما كان من كتابتها وتزوجها وكان ذلك مهرا لها وفى سبيل الرشاد ان ثابت بن قيس وابن عم له كاتبا جويرية على
تسع أواق من ذهب
_________
(١) عن أبى عبد الرحمن السلمى قال قال عمر بن الخطاب لا تغالوا فى مهور النساء فقالت امراة ليس لك ذلك يا عمران الله يقول وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً من ذهب قال وكذلك فى قراءة ابن مسعود فقال عمران امراة خاصمت عمر فخصمته، وعن بكر بن عبد اللّه المزني قال قال عمر خرجت وانا أريد أنهاكم عن كثرة الصداق فعرضت لى اية من كتاب اللّه آتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً، قلت هذان الحديثان يدلان على رجوع عمر عن النهى عن المغالات فى المهر والصحيح عندى ان عمر رضى اللّه عنه نهى عن المغالات على سبيل التنزيه دون التحريم ورجع عن النهى التحريمي والله اعلم منه رحمه اللّه
(٢) قيل كان صداق خديجة عشرين بكرة وقيل اربعمائة دينار، كذا فى شرح خلاصة السير منه رحمه اللّه -