ج ٢قسم ٢، ص : ٨٧
وكلما كان الزمان اقرب إلى الساعة ازداد فيهم الضعف ولهذا خفف اللّه عن هذه الامة، .
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ يعنى لا يأكل أحد منكم مال غيره من المسلمين ومن تبعهم من أهل الذمّة ولا بأس بأكل مال الحربي الغير المعاهد من غير عذر بِالْباطِلِ أى بوجه ممنوع شرعا كالغصب والسّرقة والخيانة والقمار والربوا والعقود الفاسدة إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً قرأ الكوفيون بالنصب على انه خبر لتكون واسمه مضمر تقديره الّا ان تكون جهة الاكل تجارة والباقون بالرفع بالفاعلية وتكون تامة والاستثناء منقطع يعنى لكن كلوا وقت كون وجه الاكل تجارة أو وقت كون التجارة الصّادرة عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انما البيع عن تراض رواه ابن ماجة وابن المنذر عن أبى سعيد أى من المعطى والعاطى أو المعنى لكن اقصدوا كون وجه الاكل تجارة أو كون تجارة والتجارة البيع بالتكلم أو بالتعاطى وهو مبادلة المال بالمال والاجارة يعنى مبادلة المال بالمنافع المعلومة خصّ التجارة بالذكر من الوجوه التي بها يحل أخذ المال من الغير لانها اغلب وأطيب « ١ » عن رافع ابن خديج قال قيل يا رسول اللّه اىّ الكسب أطيب قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور رواه أحمد وعن المقدام بن معد يكرب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما أكل أحد طعاما قطّ خيرا من ان يأكل من عمل يديه وان نبى اللّه داود كان يأكل من عمل يديه رواه البخاري وعن عائشة انّ أطيب ما أكلتم من كسبكم وان أولادكم من كسبكم رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وهذه الآية
_________
(١) أخرج الاصبهانى عن أبى امامة مرفوعا ان التاجر إذا كان فيه اربع خصال طاب كسبه إذا اشترى لم يذم وإذا باع لم يمدح ولم يدلس فى البيع ولم يحلف فيما بين ذلك وأخرج أحمد والحاكم عن عبد الرحمن بن شبلى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول التّجارهم الفجار قالوا يا رسول اللّه أليس قد أحل اللّه البيع قال بلى ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون وأخرج الحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ان التجار يبعثون يوم القيامة فجارا الّا من اتقى الله وبرّ وصدق وأخرج الترمذي وحسّنه والحاكم عن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم التاجر الصدوق الامين مع النبيين والصدّيقين والشهداء وابن ماجة والحاكم عن ابن عمر مرفوعا التاجر الصدوق الامين المسلم مع الشهداء يوم القيامة وأخرج الطبراني عن صفوان بن امية مرفوعا ان عون اللّه مع صالحى التجار والاصبهانى عن أنس مرفوعا، التاجر الصدوق تحت ظلّ العرش يوم القيامة، وأخرج الاصبهانى عن معاذ بن جبل عن رسول الله ﷺ قال ان أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا اؤتمنوا لم يخونوا وإذا اشتروا لم يدموا وإذا باعوا لم يمدحوا وإذا كان عليهم لم يمطلوا وإذا كان لهم لم يعيروا منه رحمه اللّه تعالى - فى الأصل بين المسلمين -