ج ٣، ص : ١٦
بهيمة الانعام كلها وحشيا كان أو أهليا الا ما يتلى عليكم من الميتة وأخواتها حال كونكم غير معتقدين حل الصيد فى الإحرام يعنى ما أحلت لكم الصيد فى الإحرام حتى تعتقد وأحلها وجاز ان يكون فاعل غير محلى الصيد الشارع جلّ وعلى والجمع للتعظيم كأنَّه قال أحللنا لكم بهيمة الانعام حال كوننا غير محلى الصيد لكم وَأَنْتُمْ حُرُمٌ الحرم جمع حرام والجملة حال من المستكن فى محلى الصيد ان كان المستكن ضمير المخاطبين وكذا ان كان المستكن فيه ضمير الشارع المتكلم ويكفى للجملة الحالية الواو ولا يجب الضمير أو من الضمير المحذوف اعنى لكم على تقدير كون المستكن ضمير الشارع فقط إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ (ط) فى التحليل والتحريم وغير ذلك لا اعتراض عليه أخرج ابن جرير عن عكرمة وعن السدى نحوه انه قدم الحكم بن هند البكري المدينة فى عير له يحمل طعاما فباعه ثم دخل على النّبى صلى اللّه عليه وسلم فبايعه واسلم فلما ولى خارجا نظر إليه النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال لمن عنده لقد دخل علىّ بوجه فاجر وولى بقضاء غادر فلما قدم اليمامة ارتد عن الإسلام وخرج فى عير له يحمل الطعام فى ذى القعدة يريد مكة فلما سمع به اصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم تهيأ للخروج إليه نفر من المهاجرين والأنصار ليقطعوه فى عيره فانزل اللّه تعالى.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ الآية فانتهى القوم وقال البغوي نزلت فى الحطم واسمه شريح بن ضبيعة البكري اتى المدينة وخلف خيله خارج المدينة وحده على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال له إلى ما تدعو الناس فقال إلى شهادة ان لا اله الا الله وانا محمد رسول الله واقام الصلاة وإيتاء الزكوة فقال حسن الا ان لى أمراء لا اقطع امرا دونهم ولعلى اسلم واتى بهم وقد كان النبي ﷺ قال لاصحابه يدخل عليكم رجل من ربيعة يتكلم بلسان الشيطان ثم خرج شريح من عنده فقال رسول الله ﷺ لقد دخل بوجه كافر وخرج بقناء غادر ومر الرجل فمر بسرح « ١ » المدينة فاستاقه وانطلق فتبعوه فلم يدركوه فلما كان العام المقبل خرج حاجا فى حجاج بكر بن وائل من اليمامة ومعه تجارة عظيمة وقد قلد الهدى فقال المسلمون للنبى ﷺ هذا الحطم خرج حاجا فخل بيننا وبينه فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم انه قد قلد الهدى فقالوا يا رسول اللّه هذا شىء كنا نفعله فى الجاهلية فابى النبي صلى اللّه عليه وسلم فانزل الله تعالى هذه الآية
_________
(١) شرح اسم جمع وليس بتكسير سارح الماشية ١٢


الصفحة التالية
Icon