يقول تعالى : ومن المنافقين من يقول لك يا محمد ﴿ ائذن لِّي ﴾ في القعود، ﴿ وَلاَ تَفْتِنِّي ﴾ بالخروج معك بسبب الجواري من نساء الروم، قال تعالى :﴿ أَلا فِي الفتنة سَقَطُواْ ﴾ أي قد سقطوا في الفتنة بقولهم هذا، كما « قال رسول الله ﷺ ذات يوم وهو في جهازه ( للجد بن قيس ) :» هل لك يا جد العام في جلاد بني الأصفر «؟ فقال : يا رسول الله أو تأذن لي ولا تفتني، فوالله لقد عرف قومي ما رجل أشد عجباً بالنساء مني، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر عنهن، فأعرض عنه رسول الله ﷺ وقال :» قد أذنت لك «، ففي الجد ابن قيس نزلت هذه :﴿ وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ائذن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي ﴾ الآية : أي إن كان إنما يخشى من نساء بني الأصفر، وليس ذلك به، فما سقط فيه من الفتنة لتخلفه عن رسول الله ﷺ والرغبة بنفسه عن نفسه أعظم، ﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين ﴾ أي لا محيد لهم عنها ولا محيص ولا مهرب.


الصفحة التالية
Icon