يخبر تعالى أن لمن أحسن العمل في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح، ﴿ الحسنى ﴾ في الدار الآخرة ﴿ هَلْ جَزَآءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان ﴾ [ الرحمن : ٦٠ ] ؟ وقوله :﴿ وَزِيَادَةٌ ﴾ هي تضعيف ثواب الأعمال ويشمل ما يعطيهم الله في الجنة من القصور والحور والرضا عنهم، وما أخفاه لهم من قرة أعين، وأفضل من ذلك وأعلاه، النظر إلى وجهه الكريم، فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه لا يستحقونها بعملهم بل بفضله ورحمته، وقد روى تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم الجمهور من السلف والخلف، روى الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ تلا هذه الآية :﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ ﴾، وقال :« إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، نادى منادٍ : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون : وما هو ألم يثقل موازيننا؟ ألم يبيض وجوهنا؟ ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟ - قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم » وعن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله ﷺ :« إن الله يبعث يوم القيامة منادياً ينادي : يا أهل الجنة - بصوت يسمع أولهم وآخرهم - إن الله وعدكم الحسنى وزيادة، فالحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الرحمن عزّ وجلّ » وسئل رسول الله ﷺ عن قول الله عزّ وجلّ. ﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ ﴾ قال :« الحسنى : الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله عزّ وجلّ »، وقوله تعالى :﴿ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ ﴾ أي قتام وسواد في عرصات المحشر، كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة من القترة والغبرة، ﴿ وَلاَ ذِلَّةٌ ﴾ أي هوان وصغار، بل هو كما قال تعالى في حقهم :﴿ فَوَقَاهُمُ الله شَرَّ ذَلِكَ اليوم وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ﴾ [ الإنسان : ١١ ] أي نضرة في وجوههم وسروراً في قلوبهم، جعلنا الله منهم بفضله ورحمته آمين.