ولهذا جاء في « الصحيح » عن رسول الله ﷺ أنه قال :« ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليَّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً » وقوله :﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ ﴾ يقول : بل كذب هؤلاء بالقرآن، ولم يفهموه ولا عرفوه ﴿ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ﴾ أي ولم يحصلوا ما فيه من الهدى ودين الحق إلى حين تكذيبهم به جهلاً وسفهاً، ﴿ كَذَلِكَ كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ ﴾ أي من الأمم السالفة، ﴿ فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظالمين ﴾ أي فانظر كيف أهلكناهم بتكذيبهم رسلنا ظلماً وعلواً وكفراً وعناداً، فاحذروا أيها المكذبون أن يصيبكم ما أصابهم، وقوله :﴿ وَمِنْهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ ﴾ الآية، أي ومن هؤلاء الذين بعثت إليهم يا محمد من يؤمن بهذا القرآن ويتبعك وينتفع بما أرسلت به، ﴿ وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ ﴾ بل يموت على ذلك ويبعث عليه، ﴿ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بالمفسدين ﴾ أي وهو أعلم بمن يستحق الهداية فيهديه؟ ومن يستحق الضلالة فيضله، وهو العادل الذي لا يجور، بل يعطي كلا ما يستحقه تبارك وتعالى وتقدس.