قال ابن عباس ومجاهد : نزلت إنكاراً على المشركين فيما كانوا يحلون ويحرمون من البحائر والسوائب والوصايل، كقوله تعالى :﴿ وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الحرث والأنعام نَصِيباً ﴾ [ الأنعام : ١٣٦ ] الآيات، وقد أنكر الله تعالى على من حرم ما أحل الله، أو أحل ما حرم بمجرد الآراء والأهواء التي لا مستند لها ولا دليل عليها، ثم توعدهم على ذلك يوم القيامة فقال :﴿ وَمَا ظَنُّ الذين يَفْتَرُونَ عَلَى الله الكذب يَوْمَ القيامة ﴾ أي ما ظنهم أن يصنع بهم يوم مرجعهم إلينا يوم القيامة؟ وقوله :﴿ إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس ﴾ قال ابن جرير : في تركه معاجلتهم بالعقوبة في الدنيا، ويحتمل أن يكون المراد ﴿ لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس ﴾ فيما أباح لهم مما خلقه من المنافع، ولم يحرم عليهم إلا ما هو ضار لهم في دنياهم أو دينهم، ﴿ ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ ﴾ بل يحرمون ما أنعم الله به عليهم، ويضيفون على أنفسهم فيجعلون بعضاً حلالاً وبعضاً حراماً.


الصفحة التالية
Icon