يقول تعالى مخبراً عن استعجال قوم نوح نقمة الله وعذابه - والبلاء موكلٌ بالمنطق - ﴿ قَالُواْ يانوح قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا ﴾ أي حاججتنا فأكثرت من ذلك ونحن لا نتبعك، ﴿ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ ﴾ أي من النقمة والعذاب ادع علينا بما شئت فليأتنا ما تدعو به، ﴿ إِن كُنتَ مِنَ الصادقين * قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ الله إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ أي إنما الذي يعاقبكم ويعجلها لكم الله الذي لا يعجزه شيء، ﴿ وَلاَ يَنفَعُكُمْ نصحي إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ الله يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ﴾ أي أيُّ شيء يجدي عليكم إبلاغي لكم وإنذاري إياكم ونصحي ﴿ إِن كَانَ الله يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ﴾ أي إغواءكم ودماركم، ﴿ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ أي هو مالك أزمة الأمور، المتصرف الحاكم العادل الذي لا يجور، له الخلق وله الأمر وهو المبدئ المعيد.


الصفحة التالية
Icon