يقول تعالى مخبراً عن قول يعقوب لابنه يوسف حين قص عليه ما رأى من هذه الرؤيا التبي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم إياه تعظيماً زائداً، بحيث يخرون له ساجدين إجلالاً واحتراماً وإكراماً، فخشي يعقوب عليه السلام أن يحدث بهذا المنام أحداً من إخوته، فيحسدونه على ذلك، فيبغون له الغوائل حسداً منهم له، ولهذا قال له :﴿ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ على إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً ﴾ أي يحتالوا لك حيلة يردونك فيها، ولهذا ثبتت السنة عن رسول الله ﷺ قال :« إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به، وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر، وليتفل عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من شرها، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره »، وفي الحديث الآخر :« الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت » ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر، كما ورد في حديث :« استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها، فإن كل ذي نعمة محسود ».