قال ابن عباس :﴿ البشير ﴾ البريد، وقال السدي : هو يهوذا بن يعقوب وإنما جاء به لأنه هو الذي جاء بالقميص وهو ملطخ بدم كذب، فأحب أن يغسل ذلك بهذا، فجاء بالقميص فألقاه على وجه أبيه فرجع بصيراً، وقال لبنيه عند ذلك :﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إني أَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ أي أعلم أن الله سيرده إليَّ، فعند ذلك قالوا لأبيهم مترفقين له :﴿ ياأبانا استغفر لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ ربي إِنَّهُ هُوَ الغفور الرحيم ﴾ أي من تاب إليه تاب عليه، قال ابن مسعود : أرجأهم إلى وقت السحر، وقال ابن جرير : كان عمر رضي الله عنه يأتي المسجد فيسمع إنساناًَ يقول : اللهم دعوتني فأجبت، وأمرتني فأطعت، وهذا السحر فاغفر لي، قال : فاستمع الصوت فإذا هو من دار ( عبد الله بن مسعود ) فسأل عبد الله عن ذلك، فقال : إن يعقوب أخّر بنيه إلى السحر بقوله :﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ ربي ﴾.