يقول تعالى : لا يستوي من يعلم من الناس أن الذي ﴿ أُنزِلَ إِلَيْكَ ﴾ يا محمد ﴿ مِن رَبِّكَ ﴾ هو الحق الذيلا شك فيه ولا مرية، بل هو كله حق يصدق بعضه بعضاً، فأخباره كلها حق، وأوامره ونواهيه عدل، فلا يستوي من تحقق صدق ما جئت به يا محمد، ومن هو أعمى لا يهتدي إلى خير ولا يفهمه، ولو فهمه ما انقاد له ولا صدّقه ولا اتبعه، كقوله تعالى :﴿ لاَ يستوي أَصْحَابُ النار وَأَصْحَابُ الجنة ﴾ [ الحشر : ٢٠ ]، وقال هنا :﴿ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحق كَمَنْ هُوَ أعمى ﴾ أي أفهذا كهذا؟ لا استواء. وقوله :﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الألباب ﴾ أي إنما يتعظ ويعتبر أولو العقول السليمة الصحيحة؛ جعلنا الله منهم.


الصفحة التالية
Icon