هذا حال الأشقياء وصفاتهم وذكر مآلهم في الآخرة، ومصيرهم إلى خلاف ما صار إليه المؤمنون، كما أنهم اتصفوا بخلاف صفاتهم في الدنيا فأولئك كانوا يوفون بعهد الله ويصلون ما أمر الله به أن يوصل، وهؤلاء ﴿ يَنقُضُونَ عَهْدَ الله مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض ﴾ كما ثبت في الحديث :« آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان »، ولهذا قال :﴿ أولئك لَهُمُ اللعنة ﴾ وهي الإبعاد عن الرحمة ﴿ وَلَهُمْ سواء الدار ﴾، وهي سوء العاقبة والمآل ﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المهاد ﴾ [ الرعد : ١٨ ]. وقال أبو العالية : هي ست خصال في المنافقين، وإذا كان فيهم الظهرة على الناس أظهروا هذه الخصال : إذا حدثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا ائتمنوا خانوا، ونقضوا عهد الله بعد ميثاقه، وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل، وأفسدوا في الأرض، وإذا كانت الظهرة عليهم أظهروا الثلاث والخصال : إذا حدثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا ائتمنوا خانوا.