يقول تعالى : وكما أرسلناك يا محمد وأنزلنا عليك الكتاب، لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، كذلك أرسلنا موسى إلى بني إسرائيل بآياتنا. قال مجاهد : هي التسع الآيات، ﴿ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ ﴾ أي أمرناه قائلين له :﴿ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظلمات إِلَى النور ﴾ أي ادعهم إلى الخير ليخرجوا من ظلمات ما كانوا فيه من الجهل والضلال، إلى نور الهدى وبصيرة الإيمان، ﴿ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله ﴾ أي بأياديه ونعمه عليهم، في إخراجه إياهم من أسر فرعون وقهره وظلمه وغشمه، وإنجائه إياهم من عدوهم، وفلقه لهم البحر، وتظليله إياهم الغمام، وإنزاله عليهم المن والسلوى، إلى غير ذلك من النعم. قال ذلك مجاهد وقتادة وغير واحد. وقوله :﴿ إِنَّ فِي ذلك لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ أي إن فيما صنعنا بأوليائنا بني إسرائيل حين أنقذناهم من يد فرعون، وأنجيناهم مما كانوا فيه من العذاب المهين، لعبرة لكل ﴿ صَبَّارٍ ﴾ أي في الضراء، ﴿ شَكُورٍ ﴾ أي في السراء، كما قال قتادة : نعم العبد عبد إذا ابتلى صبر، وإذا أعطى شكر. وكذا جاء في « الصحيح » عن رسول الله ﷺ أنه قال :« إن أمر المؤمن كله عجب، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ».


الصفحة التالية
Icon