قال ابن أبي حاتم، عن زيد بن أبي أوفى قال : خرج علينا رسول الله ﷺ فتلا هذه الآية :﴿ إِخْوَاناً على سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴾ في الله ينظر بعضهم إلى بعض، وقوله :﴿ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ﴾ يعني المشقة والأذى، كما جاء في « الصحيحين » :« إن الله أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب » وقوله :﴿ وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾، كقوله تعالى :﴿ خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ﴾ [ الكهف : ١٠٨ ]، وقوله :﴿ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغفور الرحيم * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ العذاب الأليم ﴾ أي أخبر يا محمد عبادي أني ذو رحمة وذو عذاب أليم، وقد تقدم ذكر نظير هذه الآية الكريمة وهي دالة على مقامي الرجاء والخوف، وذكر في سبب نزولها ما رواه ابن جرير عن ابن أبي رباح عن رجل من أصحاب النبي ﷺ قال :« طلع علينا رسول الله ﷺ من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة فقال : لا أراكم تضحكون » ثم أدبر، حتى إذا كان عند الحجر رجع علينا القهقرى فقال :« إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله يقول : لم تقنط عبادي؟ ﴿ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغفور الرحيم * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ العذاب الأليم ﴾ » وقال قتادة : بلغنا أن رسول الله ﷺ قال :« لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من حرام، ولو يعلم العبد قدر عذاب الله لبخع نفسه ».


الصفحة التالية
Icon