« أما هو فقد جاءه اليقين وإني لأرجو له الخير » ويستدل بهذه الآية الكريمة وهي قوله :﴿ واعبد رَبَّكَ حتى يَأْتِيَكَ اليقين ﴾ على أن العبادة كالصلاة ونحوها واجبة على الإنسان ما دام عقله ثابتاً فيصلي بحسب حاله، كما ثبت في « صحيح البخاري » عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال :« صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب »، ويستدل بها على تخطئة من ذهب من الملاحدة إلى أن المراد باليقين المعرفة، فمتى وصل أحدهم إلى المعرفة سقط عنه التكليف عندهم، وهذا كفر وضلال وجهل، فإن الأنبياء عليهم السلام كانوا - هم وأصحابهم - أعلم الناس بالله وأعرفهم بحقوقه وصفاته، وما يستحق من التعظيم، وكانوا مع هذا أكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات إلى حين الوفاة؛ وإنما المراد باليقين هاهنا المو، كما قدمناه، ولله الحمد والمنة.


الصفحة التالية
Icon