يخبر تعالى عن اقتراب الساعة ودنوها، معبّراً بصيغة الماضي الدال على التحقق والوقوع لا محالة، كقوله :﴿ اقترب لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴾ [ الأنبياء : ١ ]، وقال :﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾ [ القمر : ١ ]، وقوله :﴿ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾ أي قرب ما تباعد فلا تستعجلوه، والضمير يعود على العذاب، كقوله تعالى :﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ العذاب وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ [ الشعراء : ٥٣ ]، فإنهم استعجلوا العذاب قبل كونه استبعاداً وتكذيباً، ثم إنه تعالى نزه نفسه عن شركهم به غيره، وعبادتهم معه ما سواه من الأوثان والأنداد، تعالى وتقدس علواً كبيراً، وهؤلاء هم المكذبون بالساعة، فقال :﴿ سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾.