قال مجاهد : وهذا أيضاً المراد به الوثن والحق تعالى، يعني أن الوثن أبكم لا يتكلم ولا ينطق بخير ولا بشيء ولا يقدر على شيء بالكلية، فلا مقال ولا فعال، وهو مع هذا ﴿ كَلٌّ ﴾ أي عيال وكلفة على مولاه ﴿ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ ﴾ أي يبعثه ﴿ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ ﴾ ولا يجح مسعاه ﴿ هَلْ يَسْتَوِي ﴾ من هذه صفاته ﴿ وَمَن يَأْمُرُ بالعدل ﴾ أي بالقسط فمقاله حق وفعاله مستقيمة ﴿ وَهُوَ على صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾، وقال ابن عباس : هو مثل للكافر والمؤمن أيضاً كما تقدم : وقال ابن جرير : نزلت في رجل من قرليش وعبده يعني قوله :﴿ عَبْداً مَّمْلُوكاً ﴾ [ النحل : ٧٥ ] الآية، وفي قوله :﴿ وَضَرَبَ الله مَثَلاً رَّجُلَيْنِ ﴾ إلى قوله ﴿ وَهُوَ على صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ قال : هو عثمان بن عفان، قال : والأبكم الذي أينما يوجه لا يأت بخير قال : هو مولى لعثمان بن عفان، كان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المؤونة، وكان الآخر يكره الإسلام ويأباه وينهاه عن الصدقة والمعروف، فنزلت فيهما.


الصفحة التالية
Icon