هذا أمر من الله تعالى لعباده على لسان نبيّه ﷺ، إذا أرادوا قراءة القرآن أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، وهذا أمر ندب ليس بواجب، حكى الإجماع على ذلك أبو جعفر بن جرير وغيره من الأئمة. وقد قدمنا الأحاديث الواردة في الاستعاذة مبسوطة في أول التفسير ولله الحمد والمنة. وقوله :﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ على الذين آمَنُواْ وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ قال الثوري : ليس له عليهم سلطان أن يوقعهم في ذنب لا يتوبون منن وقال آخرون : معناه لا حجة له عليهم، وقال آخرون كقوله :﴿ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين ﴾ [ الحجر : ٤٠ ]، ﴿ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ على الذين يَتَوَلَّوْنَهُ ﴾. قال مجاهد : يطيعونه، وقال آخرون : اتخذوه ولياً من دون الله ﴿ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾، أي أشركوه في عبادة الله، ويحتمل أن تكون الباء سببية أي صاروا بسبب طاعتهم للشيطان مشركين بالله تعالى.


الصفحة التالية
Icon