لما ذكر تعالى أنه إنما حرم علينا الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به، ذكر سبحانه وتعالى ما كان حرمه على اليهود في شريعتهم قبل أن ينسخها، وما كانو فيه من الآصار والتضييق والأغلال والحرج فقال :﴿ وعلى الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ ﴾ أي في سورة الأنعام ﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ﴾ أي فيما ضيقنا عليهم ﴿ ولكن كانوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ أي فاستحقوا ذلك، كقوله :﴿ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ الله كَثِيراً ﴾ [ النساء : ١٦٠ ]، ثم أخبر تعالى تكرماً وامتناناً في حق العصاة المؤمنين أن من تاب منهم إليه تاب عليه فقال :﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السواء بِجَهَالَةٍ ﴾ قال بعض السلف : كل من عصى الله فهو حاجل ﴿ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وأصلحوا ﴾، أي أقلعوا عما كانوا فيه من المعاصي وأقبلوا على فعل الطاعات، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا ﴾ أي تلك الفعلة والزلة ﴿ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾.


الصفحة التالية
Icon