، هكذا ساقه البخاري في كتاب التوحيد.
وقال قال الحافظ البيهقي : في حديث شريك زيادة تفرد بها على مذهب من زعم أنه ﷺ رأى الله عزَّ وجلَّ، يعني قوله : ثم دنا الجبار رب العزة فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى. قال : وقول عائشة وابن مسعود وأبي هريرة في حملهم هذه الآيات على رؤيته جبريل أصح. وهذا الذي قاله البيهقي رحمه الله في هذه المسألة هو الحق، فإن أبا ذر قال :« يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال :» نور أنى أراه « وفي رواية :» رأيت نوراً « أخرجه مسلم، وقوله :﴿ ثُمَّ دَنَا فتدلى ﴾ [ النجم : ٨ ] إنما هو جبريل عليه السلام كما ثبت ذلك في » الصحيحين « عن عائشة أم المؤمنين، وعن ابن مسعود، وكذلك هو في » صحيح مسلم « عن أبي هريرة، ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة في تفسير هذه الآية بهذا.
وقال الإمام أحمد، عن أنس بن مالك » أن رسول الله ﷺ قال :« أتيت بالبراق وهو دابة، أبيض، فوق الحبمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم دخلت فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل : أصبت الفطرة، قال : ثم عرج بي إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل، فقيل له من أنت؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : قد أرسل إليه، ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل، فقيل : من أنت؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى، فرحبا بي ودعوا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل، فقيل له : من أنت؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف عليه السلام وإذا هو قد أعطي شطر الحسن، فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة، فاستفتح جبريل، فقيل : من أنت؟ قال : جبريل، فقيل : ومن معك؟ قال : محد، فقيل : وقد أرسل إليه؟ قال : قد بعث إليه. ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس، فرحب بي ودعا لي بخير، ثم يقول تعالى ﴿ وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً ﴾ [ مريم : ٥٧ ]، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل، فقيل : من أنت؟ قال : جبريل، فقيل : ومن معك؟ قال : محمد، فقيل : قد أرسل إليه؟ قال : قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بهارون، فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل، فقيل : من أنت؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، فقيل : وقد بعث إليه؟ قال : قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بموسى عليه السلام، فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقيل : من أنت؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، فقيل : وقد بعث إليه؟ قال : قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام، وإذا هو مستند إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه.
ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى، فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها، قال : فأوحى الله إليّ ما أوحى، وقد فرض عليّ في كل يوم وليلة، خمسين صلاة، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى، قال : ما فرض ربك على أمتك؟ قلت : خمسين صلاة في كل يوم وليلة، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك، وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم، قال فرجعت إلى ربي فقلت : أي رب خفف عن أمتي، فحط عني خمساً، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى، فقال : ما فعلت، فقلت : قد حط عني خمساً، فقال : إن أمتك لا تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال : فلم أزل أرجع إلى ربي وبين موسى، ويحط عني خمساً خمساً حتى قال : يا محمد هن خمس صلوات في كل يوم وليلة، بكل صلاة عشر، فتلك خمسون صلاة، ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حنسة فإن عملها كتبت عشراً، ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب فإن عملها كتبت سيئة واحدة، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته، فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فقال رسول الله ﷺ :» لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت «.