( رواية عن أنس بن مالك بن صعصعة )
قال الإمام أحمد، عن أنَس بن مالك : إن مالك بن صعصعة حدثه، أن نبي الله ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به قال :« » بينما أنا في الحطيم - وربما قال قتادة في الحجر - مضطجعاً إذ أتاني آت، فجعل يقول لصاحبه : الأوسط بين الثلاثة، قال : فأتاني فشقّ ما بين هذه إلى هذه «، أي من ثغرة نحره إلى شعرته، » فاستخرج قلبي، قال : فأتيت بطست من ذهب مملوء إيماناً وحكمة، فغسل قلبي ثم حشا ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض «. قال، فقال الجارود : هو البراق يا أبا حمزة؟ قال : نعم يقع خطوه عند أقصى طرفه، قال :» فحملت عليه فانطلق بي جبريل عليه السلام حتى أتى بي إلى السماء الدنيا فاستفتح، فقيل : ما هذا، قال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، قيل : أو قد أرسل إليه؟ قال : نعم، فقيل : مرحباً به ولنعم المجيء جاء، قال : ففتح لنا، فلما خلصت فإذا فيها آدم عليه السلام. قال : هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام، ثم قال : مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح، فقيل : من هذا؟ فقال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، قيل : أو قد أرسل إليه؟ قال : نعم، قيل : مرحباً به ولنعم المجيء جاء، قال : ففتح لنا، فلما خلصت فإذا عيسى ويحيى وهما ابنا الخالة، قال : هذان يحيى وعيسى فسلم عليهما، قال : فسلمت فردا السلام، ثم قالا : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد حتى أتى السماء الثالثة فاستفتح، فقيل : من هذا؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، قيل : أو قد أرسل إليه؟ قال : نعم، قيل : مرحباً به ولنعم المجيء جاء، قال : ففتح لنا، فلما خلصت إذ يوسف عليه السلام، قال : هذا يوسف، قال : فسلمت عليه فرد السلام، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح، فقيل : من هذا؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، قيل : قد أو قد أرسل إليه؟ قال : نعم، قيل : مرحباً به ولنعم المجيء جاء، قال : ففتح لنا، فلما خلصت فإذا إدريس عليه السلام، قال : هذا إدريس، قال : فسلمت عليه فرد السلام، ثم قال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، قال : ثم صعد حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح، فقيل : من هذا؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، قيل : أوقد أرسل إليه؟ قال : نعم، قال : مرحباً بك ولنعم المجيء جاء، ففتح لنا، فلما خلصت فإذا هارون عليه السلام، قال : هذا هارون فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، قال : ثم صعد حتى أتى السماء السادسة فاستفتح، فقيل : من هذا؟ قال : جبريل، فقيل : ومن معك؟ قال : محمد، قيل : أوقد أرسل إليه؟ قال : نعم، قيل : مرحباً به ولنعم المجيء جاء، ففتح لنا، فلما خلصت فإذا أنا بموسى عليه السلام، قال : هذا موسى عليه السلام فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، قال : فلما تجاوزته بكى، قيل : ما يبكيك؟ قال : أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي، قال : ثم صعد حتى أتى السماء السابعة فاستفتح، قيل : من هذا؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك؟ قال : محمد، قيل : أو قد بعث إليه؟ قال : نعم، قيل : مرحباً به ولنعم المجيء، جاء، قال : ففتح لنا، فلما خلصت فإذا إبراهيم عليه السلام، فقال : هذا إبراهيم فسلم عليه، قال : فسلمت عليه فرد السلام، ثم قال : مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، قال : ثم رفعت إلى سدرة انتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، فقال : هذه سدرة المنتهى، قال : وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلت : ما هذا يا جبريل؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، قال : ثم رفع إليّ البيت المعمور «.