فصل
إذا تقرر هذا، فقد اختلف الناس في ولدان المشركين على أقوال، ( أحدها ) : أنهم في الجنة، واحتجوا بحديث سمرة أنه عليه السلام رأى مع إبراهيم عليه السلام أولاد المسلمين وأولاد المشركين، ( والقول الثاني ) : أنهم مع آبائهم في النار : واستدل عليه بما روي « عن عبد الله بن أبي قيس، أنه أتى عائشة فسألها عن ذراري الكفار فقالت، قال رسول الله ﷺ :» هم تبع لآبائهم «. فقلت : يا رسول الله بلا أعمال؟ فقال :» الله أعلم بما كانوا عاملين « ( والقول الثالث ) : التوقف فيهم، واعتمدوا على قوله ﷺ :» الله أعلم بما كانوا عاملين « وهو في » الصحيحين «، ومنهم من جعلهم من أهل الأعراف، وهذا القول يرجع إلى من ذهب إلى أنهم من أهل الجنة، لأن الأعراف ليس دار قرار، ومآل أهلها إلى الجنة، كما تقدم تقرير ذلك في سورة الأعراف، والله أعلم، وليعلم أن هذا الخلاف مخصوص بأطفال المشركين، فأما ولدان المؤمنين فلا خلاف بين العلماء أنهم من أهل الجنة، وهذا هو المشهور بين الناس وهو الذي يقطع به إن شاء الله عزَّ وجلَّ.