يخبر تعالى أنه ما كل من طلب الدنيا وما فيها من النعم يحصل له، بل إنما يحصل لمن أراد الله وما يشاء، وهذه مقيدة لإطلاق ما سواها في الآيات، فإنه قال :﴿ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ ﴾ أي في الدار الآخرة ﴿ يَصْلاهَا ﴾ أي يدخلها حتى تغمره من جميع جوانبه، ﴿ مَذْمُوماً ﴾ أي في حال كونه مذموماً على سوء تصرفه وصنيعه، إذ اختار الفاني على الباقي، ﴿ مَّدْحُوراً ﴾ مبعداً مقصياً حقيراً ذليلاً مهاناً. وفي الحديث :« الدنيا دار من لا دار له، وما لمن لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له » وقوله :﴿ وَمَنْ أَرَادَ الآخرة ﴾ وما فيها من النعم والسرور ﴿ وسعى لَهَا سَعْيَهَا ﴾ أي طلب ذلك من طريقه، وهو متابعة الرسول ﷺ ﴿ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾ أي قلبه مؤمن، أي مصدق بالثواب والجزاء ﴿ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً ﴾.