قال سعيد بن جبير : هو الرجل تكون منه البادرة إلى أبويه وفي نيته وقلبه أنه لا يؤخذ به، وفي رواية لا يريد إلاّ الخير بذلك، فقال :﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ ﴾، وقوله :﴿ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً ﴾ قال قتادة : للمطيعين أهل الصلاة، وعن ابن عباس : المطيعين المحسنين. وعن ابن المسيب : الذين يصيبون الذنب ثم يتوبون، وعن عطاء بن يسار، وسعيد بن جبير، ومجاهد : هم الراجعون إلى الخير. وعن عبيد بن عمير قال : كنا نعد الأوَّاب من يقول : اللهم اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا. وقال ابن جرير : والأولى في ذلك قول من قال هو التائب من الذنب، الرجّاع من المعصية إلى الطاعة، مما يكره الله إلى ما يحبه ويرضاه، وهذا الذي قاله هو الصواب، لأن الأواب مشتق من الأوب وهو الرجوع، يقال : آب فلان إذا رجع، قال تعالى :﴿ إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ ﴾ [ الغاشية : ٢٥ ]. وفي الحديث الصحيح أن رسول الله ﷺ كان إذا رجع من سفر قال :« آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ».


الصفحة التالية
Icon