هذه الآية الكريمة دالة على أن الله تعالى أرحم بعباده من الولد بولده، لأنه نهى عن قتل الأولاد، كما أوصى الآباء بالأولاد في الميراث، وكان أهل الجاهلية لا يورثون البنات، بل كان أحدهم ربما قتل ابنته لئلا تكثر عيلته. فنهى الله تعالى عن ذلك وقال :﴿ وَلاَ تقتلوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ ﴾ أي خوف أن تفتقروا في ثاني الحال، ولهذا قدم الاهتمام برزقهم فقال :﴿ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم ﴾. وفي الأنعام :﴿ وَلاَ تقتلوا أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ ﴾ [ الآية : ١٥١ ] : أي من فقر ﴿ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾ [ الآية : ١٥١ ] :﴿ إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً ﴾ : أي ذنباً عظيماً، وفي « الصحيحين » عن عبد الله بن مسعود، قلت :« يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال :» أن تجعل لله نداً وهو خلقك «، قلت : ثم أي؟ قال :» أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك «، قلت : ثم أي؟ قال :» أن تزاني بحليلة جارك « ».


الصفحة التالية
Icon