يأمر تبارك وتعالى رسوله ﷺ أن يأمر عباد الله المؤمنين، أن يقولوا في مخاطباتهم ومحاوراتهم الكلام الأحسن، والكلمة الطيبة، فإنهم إن لم يفعلوا ذلك نزغ الشيطان بينهم، وأخرج الكلام إلى الفعال، ووقع الشر والمخاصمة والمقاتلة، فإنه عدوّ لآدم وذريته من حين امتنع من السجود لآدم، وعداوته ظاهرة بينة، ولهذا نهى أن يشير الرجل إلى أخيه المسلم بحديدة فإن الشيطان ينزغ في يده فربما أصابه بها، ففي الحديث :« لا يشيرن أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان أن ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار » وفي الحديث :« المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، التقوى ها هنا »، قال حماد : وقال بيده إلى صدره :« وما تواد رجلان في الله ففرق بينهما إلاّ حدث يحدثه أحدهما، والمحدث شر، والمحدث شر، والمحدث شر ».