يذكر تبارك وتعالى عداوة إبليس لعنه الله لآدم وذريته، وأنها عداوة قديمة منذ خلق آدم، فإنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا كلهم إلا إبليس استكبر وأبى أن يسجد له، افتخاراً عليه واحتقاراً له ﴿ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً ﴾، كما قال في الآية الأخرى :﴿ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾ [ ص : ٧٦ ]، وقال أيضاً : أرأيتك، يقول للرب جراءة وكفراً، والرب يحلم وينظر ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هذا الذي كَرَّمْتَ عَلَيَّ ﴾ الآية، قال ابن عباس ﴿ لأَحْتَنِكَنَّ ﴾ يقول : لأستولين على ذريته إلاّ قليلاً. وقال مجاهد : لأحتوين، وقال ابن زيد : لأضلنهم، وكلها متقاربة، والمعنى : أرأيتك هذا الذي شرفته وعظمته عليّ، لئن أنظرتني لأضلن ذريته إلاّ قليلاً منهم.